فراضية
قرية عربية مهدمة تقع في نقطة التحديد (2597/1902) على تلة ترتفع 400 متر عن سطح البحر، وعلى الضفة اليسرى لأحد روافد سلامة (سلمون) من الجهة الجنوبية الغربية لمستوطنة (فرود) التي أقيمت على أرضها، تقع في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة صفد وتبعد عنها 12كم، كما تبعد 35كم إلى جهة الشرق من مدينة عكا. يبعد عنها جبل حيدر (هآريه) 2كم في الجهة الشمالية الشرقية، يمر بالقرب منها شارع الرامة ـ صفد (القديم).
كانت تقوم على بقعة هذه القرية قرية (فارود ـ Parod) في العهد الروماني.
ذكرها صاحب أحسن التقاسيم في القرن العاشر للميلاد باسم (الفراذية) وقال عنها ما يلي: "قرية كبيرة بها منبر، معدن الأعناب والكروم، بها نبع غزير وموضع نزيه".
وقال عبيد بن أيوب:
ولو أن قارات حوالي جلاجل يسمين سلمى والفرو وحومل
يوازن ما بي من هوى وصبابة لكان الذي ألقى من الشوق أثقلا
وقد ورد في بحث للكاتب شاكر مصطفى ـ المجلد الثاني ص 451 ما يلي:
على الرغم من بقاء بعض المدن الرئيسية فإننا نلاحظ اندثار بعضها ما بين العهد الإخشيدي والعهد الفاطمي، وبروز دن غيرها كانت قرى صغيرة ولم تكن موجودة من قبل، فقد كانت فحل وعمواس وقدس وعاقر وصغر (زغر) واللجون وكابل والفراذية والجش نوعاً من المدن حتى أيام الإخشيديين ثم اختفى ذكرها في العهد الفاطمي وظهرت بدلاً منها مدن لم تكن مذكورة، ولعل السبب في ذلك تحول طرق التجارة من الغور إلى هضبة الأردن فضلاً عن ضرورات الدفاع الحدودية.
تضم القرية بعض المقامات الدينية والآثار وأشهرها بناء مربع كان السكان يسمونه (مقام الشيخ منصور) وهو قائم في المقبرة فيه قوس ومحراب، يقول البعض أن هذا المقام ينسب إلى راهب يهودي من القرن الرابع عشر يسمى (ناحوم ـ جمزو) والبعض يقول أنه (ناحوم ـ الفرودي) مقامة في الجزء الشمالي من القرية.
وقد تم العثور هناك على بعض الكتابات الآرامية التي تقول: "مقدمة إلى الهيكل المقدس في كفر حنينا (كفر عنان)".
تحيط بها أراضي الرامة من الغرب وأراضي عين الأسد من الشمال الغربي، وأراضي الظاهرية التحتا من الشمال الشرقي وأراضي كفر عنان من الجنوب الغربي وأراضي الشونة من الجنوب الشرقي.
وهي محاطة بعدة مواقع أثرية منها:
1 ـ خربة الشبا أو خربة (أبو الشبا) تقع شمالي القرية وكانت تقوم عليها بلدة بير سبع (Ber Sabe) الحصينة زمن الرومان.
2 ـ خربة جول: تقع بين كفر عنان والرامة تحتوي على جدران مهدمة ـ غرف منقورة في الصخر. كما تحيطها أراضي كفر عنان، المغار، الشونة، الظاهرية، ياتوف، السموعي، عكبرة ودير الأسد.
كانت القرية ترتوي من مياه قرية (فراضية) المجاورة الواقعة في شمالها وكانت المياه تقسم بالتساوي حيث تجري بقناة ماء على الأرض من الشمال إلى الجنوب، ومن الجدير بالذكر أنه وقعت عدة خصومات على المياه بين القريتين، بلغ عدد سكانها سنة 1922م. (179) نسمة وفي سنة 1931 بلغ (246) نسمة وفي سنة 1945 بلغ 360 نسمة.
وقد ورد في قوائم شوماخر سنة 1876 أن عدد السكان الذكور من سن (16 ـ 60) في قرية الفراضية (91) نسمة وفي قرية كفر عنان (16) نسمة. كما ورد اسم فراضية بين أسماء القرى التي كانت تحتوي على مدارس ابتدائية (مدرسة في صنجقي عكا والبلقاء سنة 1893/ سنة 1894 وإن عدد الطلاب الذكور فيها بلغ (15) ذكراً. نظراً لكثرة مياهها فقد تركز العديد من الطواحين التي تدار بالمياه في الوادي (وادي الليمون) بعضها كانت ذات دواليب خشبية وفي نهاية العهد التركي تحولت إلى دواليب معنية وبقيت تعمل حتى سنة 1948 ولا زالت آثارها باقية حتى اليوم.
كانت تملك القرية 19.747 دونماً، كما ضمت مزرعة نموذجية مساحتها 300 دونم. تضم أشجار التفاحيات، وتحسين البذور، وكانت تقوم بإرشاد المزارعين في تربية الدواجن والنحل، وقد أدارها أحد الاختصاصيين العرب الذي تخرج من جامعة مونبليه في فرنسا سنة 1932، وقد نجح في تحسين 26 نوعاً من الزيتون و10 أنواع من التين و37 نوعاً من الكرمة، 4 أنواع من المشمش، 11 نوعاً من الكمثرى و16 نوعاً من التفاح و19 نوعاً من الكرز و5 أنواع من اللووز ومنحلة ومشتلاً.
بلغ عدد السكان سنة 1945 (670) نسمة وكان يسكن حولها عرب (الخرانبة) في الأرض الواقعة بين قريتي السموعي وفراضية
كان السكان يتألفون من العائلات التالية:
آل سارة: منهم عبد الله حسن سارة.
آل كروم: منهم صالح الحاج.
آل شاكر: منهم توفيق أبو شاكر.
آل بدارنة: منهم أحمد المحمود.
آل غنيم: منهم محمود عبد الله غنيم.
آل حسين: منهم الشيخ سليم حجو.
أما مخاتير فكانوا: حسن سارة، سليم الحسين، حجو أحمد الحسين.
شاركت في الثورة الفلسطينية 1936 ـ 1939 وكان قائد فصيلها (أحمد أبو ديّة) أحمد عبد الله سليمان ومن الذين عرفوا آنذاك كان:
حمد حسن سارة، خالد علي بدارنة، أحمد بدارنة، وعبد الله أبو شاكر، وتوفيق أبو شاكر، وحسن عبد الحليم.
المصدر: من قرانا المهجرة في الجليل