جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
كانت القرية تنتشر على جانبي واد صغير عريض، في الطرف الجنوبي من مرج ابن عامر. وكانت تقع إلى الغرب من موقع تل أبو شوشة الأثري. وكان يصلها بحيفا وجنين الطريق العام الذي يمتد بين هاتين المدينتين. وقد ذهب بعضهم مؤخراً إلى أن تل أبو شوشة ربما يكون مدينة غابا هبيون (Gaba Hippeon) الرومانية. والتل موقع كبير قديم، يبدو أنه يعود إلى العصر البرونزي المبكر [Siegelmann 1984]. في أواخر القرن التاسع عشر، وُصِفت أبو شوشة بأنها مزرعة صغيرة، على طرف سهل، تستمد مياهها من نبع يقع غربيها [SWP (1882) II: 41]. وكانت منازلها مبنية باكانت القرية قائمة على إحدى القمم في القسم الجنوبي الغربي من جبل الكرمل. وكان يحدها من الجهة الشمالية الشرقية سهل، ومن الجهة الجنوبية واد رحب (أبو ماضي)، وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي الذي كان يمر على بعد 3 كلم إلى الغرب منها. في سنة 1956، كانت إجزم قرية في ناحية شفا (لواء اللجون)، وعدد سكانها 55 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الانتاج كالماعز وخلايا النحل [Hut. And Abd: 158]. كانت إجزم مسقط رأس الشيخ مسعود الماضي، زعيم منطقة حيفا الساحلية في أوائل القرن التاسع عشر وحاكم غزّة لفترة من الزمن. وقد حكم آل الماضي، وهم أسرة واسعة النفوذ، المنطقة الساحلية الواقعة جنوبي الكرمل والسفوح الغربية لجبل نابلس، خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. وكانت إجزم موطنهم الأصلي، حيث شيدوا قلعة كبيرة [Scholch 1986: 170-71]. ويذكر إدوارد روجرز (Edward Rogers)، نائب القنصل البريطاني الذي زار إجزم في سنة 1859، أن عدد سكان إجزم كان 1000 نسمة تقريباً، وكانو يزرعون 64 فداناً من الأرض (الفدان = 100-250 دونماً؛ أنظر مسرد المصطلحات) [SWP (1882) II: 41]. ومن سكان إجزم المعروفين يوسف الشافعي، الذي صار قاضي محكمة بيروت في سنة 1887. كانت إجزم ثانية القرى الكبرى في قضاء حيفا, من حيث مساحة الأرض، وكانت منازلها مبنية في معظمها بالحجارة والأسمنت، وتنتشر على محور يمتد من الشمال إلى الجنوب. وكان في إجزم مسجدان، ومدرسة ابتدائية للبنين أُسست تقريباً في سنة 1880 خلال الحكم العثماني. كان سكان القرية في أكثريتهم من المسلمين، ما عدا 140 مسيحياً كانوا يقيمون فيها سنة 1945. وكانت أراضي إجزم تشتمل على ينابيع عدة وجداول وآبار، وكان سكانها يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية الدواجن. وكانت الحبوب أهم محاصيل القرية، لكن إجزم كانت معروفة أيضاً ببساتين الزيتون التي كانت تحتل، في 1942/1943، نحو 1340 دونماً من الأرض. في 1944/1945، كان ما مجموعه 17791 دونماً مخصصاً للحبوب، و2367 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان في القرية ثلاث معاصر زيتون يدوية، وواحدة آلية. وكان القرية مشيّدة فوق بقايا موقع أقدم منها عهداً، كما كان ثمة آثار في خربة كبّارة وخربة مقورة المجاورتين، واللتين لم تشهدا أي تنقيب. لحجارة، وسقوفها بالطين والقش، بينما كان بعضها مبنياً بالأسمنت. وكان سكانها من المسلمين، وفيها مسجد ومدرسة ابتدائية. وكانت المياه متوفرة من مصادر عدة، في جملتها مياه واديين ونبع يمدّ القرية بمياه الاستعمال المنزلي. كان اقتصاد القرية يعتمد على تربية الحيوانات وعلى الزراعة، وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية. وكان سكان القرية يزرعون أيضاً الخضروات والتبغ وشتى أنواع الأشجار المثمرة، وفي جملتها 600 دونم من أشجار الزيتون. وكانت الزراعة بعلية ومروية، كما كان الري ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى الخضروات. وكانت طاحونة حبوب، مسماة باسم القرية، تقع في الطرف الشمالي الشرقي من الموقع. في 1944/1945، كان ما مجموعه 4939 دونماً مخصصاً للحبوب، و931 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكانت البقايا الأثرية في تل أبو شوشة، وفي القرية ذاتها، تدل على تاريخ طويل من الازدهار الحضاري.
المصدر: كتاب كي لا ننسى
للمؤرخ: و ليد الخالدي