جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
في الذكرى الـ18 لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، سجل الاحتلال الاسرائيلي سلسلة جرائم جديدة أمس(24-2)، من مقتل الشهيد طلعت رامية وإصابة 6 فلسطينيين في مواجهات عند حاجز قلنديا، إلى اقتحام المسجد الأقصى حيث أصيب العشرات بأسلحة قوات الاحتلال، وصولا إلى الخليل نفسها حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على مئات المتظاهرين لإعادة فتح شارع الشهداء في المدينة المحتلة. واستشهد الشاب طلعت رامية (25 عاما) متأثرا بجراحه التي اصيب بها خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلي بالقرب من حاجز قلنديا العسكري، احتجاجاً على محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وكان عدد من الشبان نظموا مسيرة بالقرب من حاجز قلنديا اصيب فيها 4 شبان وطفلان، حالة احدهم خطرة. ويشار إلى ان قوات الاحتلال قابلت الشبان بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، قبل أن تشتد وتيرة المواجهات، وأطلق الجنود الرصاص الحي، ما أدى لإصابة الشاب رامية بالرصاص الحي. ويشار إلى ان الشهيد رامية اصيب بعيار ناري في منطقة الصدر، وهو من منطقة الرام. وانطلقت المسيرة من أمام مخيم قلنديا احتجاجاً على اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى، وفي أعقاب منع قوات الاحتلال العديد من المواطنين من دخول القدس عبر الحاجز الاسرائيلي. وأنهى المصلون الفلسطينيون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى على صدى انفجار قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واحتمت النساء خائفات داخل قبة الصخرة، بعد اقتحام الشرطة الاسرائيلية لباحات المسجد واندلاع مواجهات مع شبان فلسطينيين اسفرت عن اصابات واعتقالات. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية، مع انتهاء الصلاة، ان اشتباكات اندلعت بين قواتها ومئات الفلسطينيين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السامري «رشق الشبان الحجارة باتجاه باب المغاربة ودخلت الشرطة الى الساحة». وقدرت عدد الشبان المشاركين في الصدامات بالمئات. ومن جهته اعتبر قائد شرطة الاحتلال في المنطقة نيسو شاحام «ان الاحداث بدأت منذ اسبوعين نتيجة تحريض وإثارة كبيرة من نشطاء اليمين الذين كتبوا على موقعهم على الانترنت - هار هبيت شيالانوا - (بمعنى المسجد الاقصى لنا) - وقمنا باغلاق الموقع. وسنقوم باعتقالات اضافية بين اليهود والعرب، في تصريح للاذاعة الاسرائيلية. وأشارت الشرطة الى انها استخدمت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين وان «عشرات الناس» اتجهوا الى داخل المسجد ليحتموا منها. وذكرت المتحدثة «تم اعتقال اربعة اشخاص على صلة بالاحداث في الحرم وجراء رشق الحجارة، كما اصيب 11 شرطياً وتم علاجهم بالمكان، وتم تفريق جميع المتواجدين داخل الحرم والمساجد ما عدا بضع عشرات من طاعني السن الذين ما زالو يتواجدون في الساحات». وبعد اكثر من ساعة بقليل، عاد الهدوء الى المسجد الاقصى. وقال مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب «الوضع هادئ الآن بعد ان انسحبت قوات الشرطة والوحدات الخاصة الاسرائيلية من باحات الاقصى. تفاوضنا معهم لكي لا يقتحموا قبة الصخرة او المسجد الاقصى». وأوضح الخطيب «ان رائحة الغاز تعبق في اجواء الاقصى وباحاته، وبقايا قنابل الغاز وقنابل الصوت الفارغة منتشرة في كل مكان». قال مصدر طبي في مستشفى المقاصد «ان اربعة مصابين فلسطينيين وصلوا الى المستشفى من جراء اصابتهم في مواجهات الاقصى، إصابة احدهم متوسطة في الرأس جراء قنبلة صوت، والباقي إصاباتهم خفيفة». فيما اكد مصادر اعلامية وقوع أكثر من 39 إصابة. وبحسب شهود عيان فإن الشرطة الاسرائيلية اطلقت الغاز المسيل للدموع مما دفع بعض النساء للذهاب الى داخل قبة الصخرة للحماية. وأصيب العشرات بحالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أثناء قيام قوات الاحتلال بتفريق ثمانية آلاف مشارك فلسطيني ومتضامنين أجانب، في تظاهرة طالبت بفتح شارع الشهداء وسط مدينة الخليل. واستخدمت قوات الاحتلال في تفريق المتظاهرتين القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، إضافة لرشهم بالمياه النتنة. وأفادت مصادر طبية في مستشفى محمد علي المحتسب، بأن عدد المصابين الذين وصلوا المستشفى وتم تقديم الاسعافات الاولية والعلاجات اللازمة لهم، يزيد عن 70 حالة اختناق. إلى ذلك، امر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد بناء وحدات استيطانية جديدة في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة قبيل زيارته المرتقبة للبيت الابيض وفقاً لما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت».
المصدر: صحيفة السفير