اصدارات * صدر عن مطابع الدستور التجارية
"عراق المنشية" في ذاكرة التاريخ الفلسطيني للباحث عبد العزيز محمد ابوسل
عمان - الدستور
عن مطابع الدستور التجارية صدر مؤخرا كتاب حمل عنوان (عراق المنشية.. في ذاكرة التاريخ الفلسطيني) لمؤلفه الباحث عبد العزيز محمد ابو سل، وجاء الكتاب في 400 صفحة من القطع الكبير.
ويدرس المؤلف في ابواب كتابه: فلسطين عبر العصور التاريخية وآثار النكبة الفلسطينية وجغرافية ومعالم قرية عراق المنشية والحياة الاجتماعية والثقافية والصحية في قرية عراق المنشية، ويبحث المؤلف ايضا في الحياة الاقتصادية في قرية عراق المنشية والتعليم في قرية عراق المنشية والملامح السياسية والتاريخية لقرية عراق المنشية.
ونقرأ في مقدمة الكتاب بقلم المؤلف حيث يقول: في هذا الكتاب الذي يرسم بين سطوره وصفحاته صورة واضحة امتزجت فيها عناصر الزمان والمكان والانسان تدون وتؤرخ لقرية فلسطينية (قرية عراق المنشية) التي عاشت الهم الفلسطيني عبر العصور التاريخية القديمة والوسطى والمعاصرة حتى تعرضت لحرب التهجير والتدمير والابادة عام 1949.
وقرية عراق المنشية امتداد للمدينة الكنعانية العريقة ((جت) ومسقط رأس الملك المعروف بـ (ابوسل) وشرب من مائها قادة وضباط الجيش العربي المصري والسوداني امثال البيك طه والشهيد احمد عبد العزيز والشهيد بشير بادي افندي وزعيم القومية العربية الرئيس جمال عبد الناصر الذين حوصروا بين روابيها والتي مازالت حاضرة في مذكراتهم ورواياتهم عن حرب النكبة 1948 ومنهم من روى ترابها الطهور بدماء الشهادة.
وقرية عراق المنشية التي انجبت البواسل من الرجال الذين تقلدوا السلاح وافترشوا الثرى وتوسدوا الصخر وتقدموا الجيوش العربية في مواحهة الانتداب البريطاني والعصابات الصيهونية، وعراق المنشية ام الحرائر من النساء اللواتي ما نعمت عيونهن النوم وتجافت جنوبهن عن المضاجع وما فارقت ايديهن الرحى وهن يزودن الثوار من ابنائها ومن قادة وضباط وافراد الجيش العربي المصري والسوداني بالمواد التموينية اثناء الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الصهيوني للقرية عام النكبة.
ويضيف المؤلف قائلا: قرية عراق المنشية ارض المعارك ورمز الصمود والتصدي وكانت في مقدمة المدن والقرى الفلسطينية التي ابتلعت في جوفها مئات الجيف من جنود الجيش الاسرائيلي والعصابات الصهيونية الغازية اثناء حرب المقاومة والحصار في اعوام النكبة، وقد راعيت في هذا الكتاب التسلسل التاريخي لما مر بالقرية من احداث تاريخية وسياسية، وقمت بدارسة طبيعتها الجغرافية واحوالها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والمعاناة التي عاشها سكان هذه القرية وابناؤها في كفاحهم البطولي ضد الاستعمار البريطاني والاحتلال الصهيوني الى جانب اخوانهم من ابناء الشعب الفلسطيني العربي المسلم الصامد داخل الوطن المحتل وفي الشتات، ويتحدث الكتاب عن الارض والخندق والمدرسة التي ولدت فيها فكرة الضباط الاحرار وثورة يوليو التي غيرت تاريخ مصر المعاصر، ومزود بإحصائيات والبوم صور للمتعلمين ورجال الاعمال وسجل شرف (110) شهداء (ذكورا واناثا ) عبر مراحل النضال الفلسطيني، ويحتفظ بالتراث الثقافي والفلكلور الشعبي والعادات والتقاليد الحميدة لعراق المنشية في المأكل والملبس والغناء والامثال الشعبية والالعاب والطب العربي وغيرها.
يذكر ان عراق المنشية تقع الى الشمال الغربي من مدينة غزة وعلى بعد 32 كم منها، وترتفع م125 عن سطح البحر، الى الغرب من بيت جبرين، وعلى بعد 15 كم تقريبا، جنوب شرق الفالوجة، وتقوم على البقعة التي كانت فيها بلدة (جت) الكنعانية، ولد فيها (جالوت - جوليات) الجبار الفلسطيني، وتحيط بعراق المنشية ارضي قرى الفالوجة قبيلة الجبارات وزيتا وبيت جبرين.
استشهد على اراضيها البطل المصري احمد عبد العزيز عام 1948 قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها، وكان ذلك عام 1949 واقيمت على اراضيها مستوطنة (جات) عام 1941 ومستعمرة (كريات جات)عام 1954 ومستعمرة (سدي موشي) وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي 14318 نسمة.