(الدجاني ، الانصاري والعباسي) عائلات مقدسية تقع منازلها داخل المسجد الأقصى المبارك ، ليس لهذه العائلات مدخل الا من داخل ابواب وساحات المسجد الاقصى ، بالاضافة الى أن هناك عدد من العائلات الُاخرى التي تقع بيوتها داخل ساحات المسجد أيضا لكن لها منافذ أخرى من البلدة القديمة ......
ربما الكثيرون منا قد يغبط هذه العائلات ويتمنى أن يعيشوا مكانهم ...
لكن المعاناة اليومية والظروف المعيشية لهذه العائلات وما يتعرضون له يوميا بسبب سياسة الاحتلال من حظر تجول وتفتيش يومي وكشف خصوصياتهم يجعلنا نتعاطف معهم وندعو لهم بالثبات والتمكين.
فهذه العائلات تفاصيل حياتهم اليومية مرتبطة بقوانين الاحتلال وأعيادهم ومزاج الجندي الذي يقف على بوابات الحرم !
فلا يستطيع أي فرد منهم التأخر عن منزله الى ما بعد صلاة العشاء ! ولا يستطيعون حضور فرح معين او أي مناسبة ليلية تتطلب منهم التأخر ا!! وذلك لأن قوات الإحتلال تغلق أبواب المسجد الأقصى بعد صلاة العشاء مباشرة !! وإن لم يحضروا الى منازلهم عقب إنتهاء الصلاة فورآ ! فلن يستطيعوا البيات في منزلهم تلك الليلة .
وفي حال رغبتهم في حضور مناسبة ما أو التأخر لوقت معين عليهم تقديم طلب للحصول على ترخيص والتنسيق لدخول المسجد في ساعة متأخرة !! على أن يحددوا الوقت بالساعة والدقيقة !! وفي حال تأخرهم عن ذلك الموعد ! عليهم الإنتظار لصلاة الفجر !
حتى في الحالات الطارئة كمرض مفاجيء لأحد افرادها ومجرد نقله لغرفة الطواري او أي طبيب يتطلب إبلاغ الشرطة التي بدورها ترسل فردا منها إلى المنزل للتأكد من وجود حالة صحية صعبة تستدعي فتح الأبواب الخارجية للأقصى من أجل الخروج،
حتى ابسط الامور كاستبدال أنبوب غاز الطهي لا يتم إلا بعد حضور شرطي ومرافقته لاصحاب البيت والتأكد من الامر .
عند قرار اقفال ابواب المسجد في ساعات الصباح لمنع المرابطات من الدخول الى المسجد عليهم الانتظار كالبقية حتى يتم السماح للجميع وفي الساعة التي يحددها الصهاينة .
وتمادت سلطات الاحتلال في انتهاك خصوصية هذه العائلات بشكل علني وصارخ، خاصة بعد تثبيت شريط شائك على سور الاقصى واسطح المنازل يحتوي على مجسات إلكترونية لمراقبة حركة المواطنين في المسجد الأقصى وحوله، مما يقيد حركة السكان بشكل كبير، خاصة أن المنازل القديمة تحتوي على غرف متفرقة تطل على ساحات خارجية مكشوفة.
بالاضافة أن الاحتلال يمنع أي عملية ترميم او اصلاحات لهذه البيوت مع العلم أن هذه البيوت تعاني من تصدعات وانهيارات داخلية في جدرانها وأسقفها فهي بيوت قديمة أثرية حيث أنها كانت عبر العصور الماضية مدارس فقهية وبيوت إقامة لأئمة وطلبة العلم ، ومنها المدرسة الملكية والأمينية لتدريس الفقه الشافعي كبيت إمام المسجد (علي العباسي) الذي أوضح أن كافة المنازل التي تقع داخل المسجد كانت في السابق مدارس وكانت إقامات للأئمة وطلبة العلم عبر العصور"، ومنها المدرسة الملكية والأمينية لتدريس الفقه الشافعي.
وفي الاونة الاخيرة اصبح سكان هذه البيوت عرضة للاعتقال والاستجواب من قِبل قوات الاحتلال بعد كل مواجهة او اشتباك مع قوات الاحتلال في ساحات المسجد للتحقيق معهم ومحاولة التوصل لأي معلومة أو مشاهدة من ابنائها للاحداث ...
رغم جميع ما ذُكر وهذه المعاناة اليومية الا ان هذه العائلات صامدة وصابرة وتعتبر تواجدها نوع من انواع الرباط وللمحافظة على القدس والاقصى وأن هذا قدرهم كتبه الله عليهم فليس أمامهم سوى الرضا والصمود .
تقرير لـ محمد القزاز / ماجدة صبحي