المحتوى |
القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تقع على السفوح الشمالية لتلال منطقة عرفت باسم بلاد الروحاء( أي البلاد زكية الرائحة) وكانت تشرف على مرج ابن عامر. وكان بعض منازل القرية مبنيا أيضا على تل صغير إلى جانب الطريق العام بين حيفا وجنين. وربما يشير اسمها إلى قبيلة أبو زريق البدوية, التي استوطنت المنطقة. كان سكان القرية من المسلمين. وكانت منازلها المتباعدة نوعا ما بعضها عن بعض مبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والأسمنت, وكانت سقوفها مبنية بالأسمنت أو, في بعض الأحيان, بالطين والتبن والخشب, وكان في القرية مسجد ومدرسة ابتدائية للينين. وكانت تستمد مياهها من عدد من المصادر وفي جملتها وادي أبو زريق ونبع وبئر.
كان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية, على الرغم من أن السكان كانوا يزرعون الخضروات أيضا في بساتين مروية. في 19421943, كان ثمة 100 دونم تزرع زيتونا. كما زرع سكان القرية أشجار الفاكهة, وكان فيها دونم واحد من أشجار البرتقال. في 19441945, كان ما مجموعه 4092 دونما مخصصا للحبوب, و 282 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. والى جوار القرية, كان هناك تل أثري يعود- في الغالب الى العصرين البرونزي والحديدي على الرغم من أنه كان يحوي أثريات يعود تاريخها الى أوائل العصور الإسلامية. وقد عثر في المصاطب المرتفعة فوق التل ( و إلى الأسفل من القرية) على تسلسل غني من الأدوات الحجرية التي تعود الى العصر الحجري القديم. وثمة الى الشمال الغربي من عين أبو زريق بقايا مزرعة رومانية منعزلة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
سيطرت قوات البلماج على القرية في 12 نيسان أبريل 1948, بعد أن كانت استولت عليها لفترة قصيرة قبل ذلك التاريخ بثلاثة أيام. وكان ذلك, بحسب ما ذكرت صحيفة (( نيورك تايمز)) حين خرقت الهاغاناه هدنة مدتها يومين لتندفع من مستعمرة مشمار هعيمك وتحتل مجموعة من القرى المجاورة. وكانت المعركة حول مشمار هعيمك قد اندلعت في 4 نيسان أبريل. وبعد دخول قوات البلماح أبو زريق أسرت 15 رجلا بالغا, ومعهم نحو 200 من النساء والأطفال, وذلك استنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. ولم يذكر شيء عن مصير الرجال غير أن النساء والأطفال طردوا صوب جنين. وأوردت صحيفة ( فلسطين) رواية فيها تفصيلات أوسع. فقد كتب مراسل الصحيفة يقول إنه مع بزوغ فجر اليوم الذي عقب احتلال القرية, وجدت وحدة من الهاغاناه كان مقرها الى الشمال- بعض سكان القرية منكبين على وجوههم في الحقول فحاصرتهم وفيهم شيوخ ونساء وأطفال ثم أطلقت النار عليهم فأردت امرأتين وأربعة أطفال, وأسرت ثلاثين. وفيما بعد, هاجمت وحدة عربية الموقع, وحررت سكان القرية وأوصلتهم الى جنين بأمان.
وينسب موريس الى مصادر إسرائيلية قولها إن عددا من منازل أبو زريق نسف ليلة احتلالها, مضيفا أن تدمير القرية أكمل في 15 نيسان أبريل. وتعزز ذلك الرواية الواردة في صحيفة ( نيورك تايمز) التي تنسب الى مصادر بريطانية قولها إن قوات الهاغاناه نسفت في 16 نيسان أبريل ما كان لا يزال قائما من منازل القرية. وقد ذكرت صحيفة ( فلسطين) أن ثلاثين منزلا نسفت في أثناء اقتحام القرية, وأن خمسة منها كانت لا تزال آهلة
القرية اليوم
يكسو نبات الصبار وأشجار التين والزيتون الموقع. أما الأراضي المستوية المجاورة للموقع فتستخدم للزراعة. وأما تلك غير المستوية الواقعة على التلال فتستخدم مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أما مستعمرة تسرعا ( 161227), التي أنشئت في سنة 1936, فقريبة من الموقع الى جهة الشمال.
المصدر:كتاب كي لا ننسى
للمؤرخ: وليد الخالدي
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|