جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
" من لا يعرف أبو الاُنس لا يعرف القدس " عبارة يدرك مدى معناها تماماً سكان منطقة ميناء غزة التي نسبت لصاحب أقدم كشك على شاطيء بحر قطاع غزة سمير ياسين 54عاماً، الكشك الذي كان شاهداً على تاريخ الميناء والصيادين من قبل وبعد تأسيسه، ظلَ مشهداً تاريخياً للمراحل الإنتقالية التي مر بها ميناء غزة وكذلك شاطيء البحر وشوارعه كاملاً، وكما إحتفظ بكل الملامح التاريخية له وبمنطقة الميناء، من خلال صور إحتفظ بها السيد سمير ليحافظ على اصول كشكه الذي يقبل عليه السائقين والمواطنين أكثر من أي متجر عادي .. جلس صاحب الكشك أبو الاُنس داخله ليتحدث عن تاريخ الكشك وما شهد على أيام قديمة للميناء وبحر غزة، ويقول: يعود تاريخ تأسيس هذا الكشك لأكثر من ثلاثين عام أي في 1982م، وجاء بعد أن توقفت عن العمل في الأراضي المحتلة عندما كان العدو يفرض علينا ضرائب لكل السائقين في الداخل، من بعده توجهت لشراء باص صغير كان يحتوي على جميع أغراض واللوازم للمواطنين من سندوتشات ومأكولات خفيفة ومشروبات باردة وساخنة وسجائر، وقمت بتسميته كافيتريا الشعب ونصبته في منطقة الميناء حالياً قبل أن تكون ميناء، التي كانت عبارة عن لسان واحد كنت أوقف الباص عليه أو بالقرب منه ليقبل عليه من يمر بالشاطيء أو الصيادين أيضاً،فكانت الميناء مهجورة لا يقبل عليها الكثيرين وكان الفضل الأكبر للكشك الذي عمل على إلمام الناس بصورة كبيرة لهذه المنطقة. كما نوه في حديثه على أنه من أول من عمل على بيع مشروب الشاي والقهوة وساندوش اللانشون في مكان شعبي، وقال: وقتها كنت أعمل الشاي والقهوة لي شخصياً فكانوا من يتمجلس عندي يقول لي أن أجهز له قهوة أو شاي وبثمنها، ومن هنا أتت فكرة بيع الشاي والقهوة على شاطيء البحر لأنه في ذلك الوقت كان نظام مقاهي قديمة هي التي تستحوز على أماكن الترفيه للناس وليس كشك، وأصبح الناس يقبلون للمكان كثيراً لان هنالك كشك ومكان هاديء يجلسون بالقرب منه وأمام الشاطيء المتمثل باللسان القديم، الذي كان يقف عليه الصيادين للصيد والجلوس قرب الكشك عند إستراحتهم وتناول مشروب أو السندوتشات، الأمر الذي أدخل بداخلي فكرة أن أوفر لهم اللوازم للصنارات وغيرها من لوازم صيد، من ثم أتيتها وبدأ الطلب عليها من قبل الصيادين. ومن الأمور التي تحدث عنها أبو الاُنس هو إقبال الناس له لتفريغ همومهم له شخصياً لأن مكانه هاديء نوعاً ما أكثر هدوء من مراكز المدينة وجيداً لإراحة النفس وأنه على خبرة حياتيه جيدة، فتأتي الكثير من الفئات التي عاصرت أبو الاُنس كثيراً لتريح نفسها نفسياً وبدنياً عنده وأمام كشكه، والفضفضة له بكل همومهم مع تناول مشروبهم وجلوسهم على كافة الرصيف بالقرب من الكشك. كما يحتفظ أبو الأنس بصور مميزة تعود البعض منها لأكثر من 30 عام والبعض منها له في الكشك وهو في الميناء والبعض في زمن الإنتفاضة والبعض في زمن السلطة ومع عساكر وصور مع أجانب اقبلوا على غزة من بعد السلطة وغيرها .
المصدر: دنيا الوطن