يافا: العثور على كتابة من الفترة المملوكية خلال صيانة سبيل الحائط
تم العثور مؤخرا، وعن الطريق الصدفة، على كتابة تعود للقرن الـ14 ميلادي، خلال أعمال ترميم وصيانة "سبيل سليمان" بالقرب من ميدان الساعة في مدينة يافا.
وتعود المقطوعة لفترة حكم المماليك في فلسطين (أي النصف الثاني للقرن الثالث عشر ميلادي تاريخ أقصاه العام 1516 ميلادي)، حيث تم دمجها في بناء السبيل الذي بني عام 1810 بيد حاكم مدينة يافا آنذاك محمد آغا "أبو نبوت".
وقال بيان لسلطة الآثار الإسرائيلية، وصلت "معا" نسخة عنه، إنّ سبيل الحائط "سليمان" (مجمع مياه عام)، ملاصق لحائط جامع المحمودية في يافا (شارع روسلان)، يمر بأعمال صيانة وترميم بمبادرى الشركة لتطوير يافا من قبل بلدية تل أبيب – يافا وسلطة الآثار. استعمل السبيل كمصدر مياه الشرب لزوار يافا، قبل دخولهم المدينة التي كانت محاطة بالأسوار. تصل تكلفة أعمال الصيانة الى 350 ألف شاقل تقريبا، وهي تشمل صيانة الحائط وتنظيفه، الحوض وحنفيات الماء، وإعادة إستعمالها من جديد. من المفترض أن تنتهي أعمال الصيانة حتى شهر تموز 2013.
كما يبدو فليس هنالك أية علاقة بين الكتابة التي عُثر عليها ومبنى السبيل، حيث تمحور اهتمام البنائون بقطعة الرخام التي نحتت الكتابة عليها. دمجت الكتابة بالحائط خلال بنائه وهي مقلوبه كما أنها كانت بعيدة عن أنظار المارة إذ انها كانت في القسم العلوي من الحائط. بهذا الشكل وعلى الرغم من أنها كانت مكشوفة أكثر من مائتي عام ، لم يكن بالأمكان مشاهدتها من الشارع وبقيت غير معروفة حتى تم بناء السقالة بهدف أعمال الصيانة.
الكتابة مكونة من جزآن داخل برواز مزخرف. وفقا لأقوال البروفسور "موشي شارون" من الجامعة العبرية في القدس، الذي قرأ الكتابة، فأنها مكتوبة باللغة العربية ومضمونها يذكر بناء جامعا فخما بيد موظف حكومي محلي أبان فترة الحاكم المصري "الملك الظاهر" (المسمى أيضا الملك الزاهر) سيف الدين برقوق، الذي حكم بين الأعوام 1389 – 1382 وأيضا بين الأعوام 1399 – 1390. المقطع المكشوف هو فقط جزء واحد من الكتابة، إذ أنها قطعت بواسطة بنائي السبيل، بينما تم دمج باقي أجزاء المقطوعة المكتوبة في داخل الحائط بين الحجارة عند بناء السبيل.
وقال الباحث د. "يوئاف أربيل"، من سلطة الآثار: "لم تكن يافا مدينة مسكونة في نهاية القرن الرابع عشر ميلادي، من هنا، فإن الأحتمال ضئيل جداً بأن القصد عن بناء جامع في يافا. تذكر المصادر التاريخية بأن غالبية قطع الرخام والحجارة للبناء بعد انسحاب نابليون، جلبها أبو نبوت من آثار عسقلان وقيسارية، إلا أن تلك المدن أيضا هدمت بيد المماليك قرابة مائة عام قبل بداية حكم برقوق. من هنا فأنه ليس من المحتمل بناء جامعة في واحدة من تلك المدن. كما أننا لا نزال نجهل مصدر الكتابة وموقع الجامع المذكور فيها".
صيانة سبيل الحائط هو جزء من المخطط لمشروع تطوير السياحة في يافا. بدأ المشروع قبل عشرة أعوام وتم الأستثمار فيه قرابة مائة مليون شاقل جديد، بالتعاون بين بلدية تل أبيب– يافا ووزارة السياحة الإسرائيلية. وخلال شهر تشرين الثاني عام 2011 أنهت بلدية تل أبيب ترميم شارع رسلان في يافا بتكلفة 11 مليون شاقل جديد, حيث شمل المشروع آنذاك صيانة سبيل تاريخي آخر وهو سبيل "أبو نبوت". ضمن مشروع ترميم الشارع تم تبديل البنى التحتية، ووضع شبكة مياه وكهرباء جديدة تحت الأرض وأيضا تم رصف الشارع ببلاط خاص مصنوع من الحجر الطبيعي. على الشارع تم استرجاع نموذجي للسور التاريخية التي أحاطت يافا القديمة، التي يعتبر جزء منها باب القدس.
المصدر: وكالة معأً