و بعد نكبة عام 1948 م وتهجير سكانها العرب قسرا منها أقيم على أنقاضها عام 1955 م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية ودعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" أحد ملوك المملكة اليهودية الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" وسبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعا. ترتفع الدوايمة 350 م عن سطح البحر، ويحيط بها أراضي قرى اذنا ودورا والقبيبة وبيت جبرين وعرب الجبارات، وقدر عدد سكانها عام 1922 (2441) نسمة وفي عام 1945 (3710) نسمه. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها البالغ عددهم عام 1948 (4304) نسمه. وكان ذلك في 1948 ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1948 حوالي (3358) نسمة.
أدت حالة الفوضى والاستقرار التي عاشتها فلسطين، وارجاء أخرى من بلاد الشام. في عهود خلت. إلى جعل كثير من المناطق، تشهد فراغا سكانيا أو شبه فراغ. بعد أن باتت حياة الناس فيها، حياة خوف وتنقل من منطقة إلى أخرى، حيث يوجد الأمن والسلام والرزق. من هنا فإن الباحث في تاريخ نشأة أي قرية، لا يستطبع ان يقطع ببدايات وكل ما يمكن التثبت منه بخصوص النشأة الحديثة لمدينة الدوايمة، انها تعود إلى بضعة قرون من السنين. وقد يتفق ذلك مع مجئ العثمانيين إلى البلاد العربية في عام 1516 م، وقبل ذلك بقليل، على أنقاض دواة الممالك. و المعروف بين أهالي الدوايمة بالتواتر والتوارث، ان (الزعاترة) هم أول من سكنوا الدوايمة في وقتنا الحاضر. وذلك بعد أن ارتحل إليها جدهم الشيخ - حسين بن أحمد الكيلاني وعائلته- من خربة البرج في دورا، وسكنوا بعض مغارات خربة المجدلة. ومع مضي الوقت، أخذت أفواج أخرى من العائلات والأسر والأفراد، في التوافد على الدوايمة والاستقرار فيها، يحرثون ويزرعون، في حياة هادئة. فكثر سكانها وكبر حجمها. فغدت قرية كبيرة، بعد أن كانت خربة بسيطة. و كانت من أوائل العائلات التي سكنت الدوايمة، بعد الزعاترة عائلة ال الواوي التي ترد اصولها إلى الرحاله المقدسي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن احمد بن ابي بكر البناء المقدسي الملقب (بالواوي). وعائلة الشيخ علي الغماري من احفاد الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسني (نسبة إلى الحسن بن علي)المغربي، وعائلةالدين والشيخ علي هو الابن الوحيد لعبدالدايم بن أحمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبو بكر بن على بن عيسى الحسني المغربي. و يروي بان جده " احمد الغماري "، كان رجلا مباركا، قدم المغرب العربي من بلده غماره قصد الحج، ثم جاور في المدينة المنورة فترة من الوقت، رحل بعدها مع عدد من الحجاج المغاربة، لزيارة المسجد الأقصى. ثم انتقل بعدها إلى منطقة الخليل، وسكن قرب بلدة الظاهرية، ثم تزوج من عائلة ابي علان ن وله فيها مقام معروف، يزوره الناس في مناسبات كثيرة. اما الشيخ عبد الدايم، فقد كان خازندار الدولة العثمانية في القدس وتم إعدامه من قبل العثمانيين. و على ذلك ترك ابنه الوحيد، الشيخ على - قرية الظاهرية، ونزل خربة المجدلة بجوار مساكن الزعاترة وأبو قطام. وقد نشات علاقة مصاهرة بينه وبينهم. وبعد وفاته، اقيم على قبره مقام كبير، يقع فوق جبل عال، غرب الدوايمة بحوالي 4 كم. أطلق عليه اسم الشيخ علي. تحيط به اشجار حرجية كثيفة وهي شجر الخروب، كان الأهالي يزورونه في مناسبات مختلفة. و يروى بان الشيخ علي، أنجب خمسة أولاد. أربعة منهم، عاشوا في القرية، ولهم فيها ذرار كثيرة. وهم اعمر ومنصور وخليل واسبيتان. اما الخامس، وهو جاد الله فقد هجر القرية نهائيا، ورحل إلى شمال فلسطين ومن ذريته يسكنون بلده عنبتا، واما إعمر فقد خرج أحد ابنائه من القرية نتيجه خلاف وهاجر إلى باقه الحطب ومن ذريته في قلقيليه عشائر الداود وشريم ونزال وهم من الاشراف الادارسه.
- ففي العصر التاريخي 3000 قبل الميلاد. نزل الكنعانيون أراضي منطقة الخليل، وإليهم تنسب معظم مدن وقرى تلك المنطقة. وأن قرية الدوايمة، ربما تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها قرية بصقة - BASCCA- الكنعانية.
- وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، نزلت جماعات امورية، وهي قبائل عربية جنوب فلسطين، وانشؤوا لهم مدنا في مناطق لخيش، وتل الحسي، وتل النجيلة، فضلا عن تجديد وتوسيع مدينة لخيش نفسها، وأحاطوها باسوار حجرية ضخمة قوية، فصاروا بذلك يسيطرون على المواقع العسكرية جنوب فلسطين.
- وعندما نزل الفلسطينيون في بلادنا، قبل الميلاد، باكثر من ألف عام، من جزيرة كريت. امتد نفوذهم في الأراضي الداخلية حتى المرتفعات. فقد عثر في منطقة لخيش على نماذج الخزف، أدخلوها معهم، واوان خزفية للشرب وأخرى لشرب الخمرة.
- وفي زمن الممالك اليهود، كانت الدوايمة ضمن نفوذ مملكة يهودا. وبعد أن فرغ نبوخذ نصر البابلي، من تدمير هه المملكة. حاصر لخيش، ثم أمر بتدميرها تدميرا كاملا، وسبي سكانها.
- وفي العهد الروماني، عادت لخيش ونهضت، وأعيد لها بعض عمرانها ويدل على ذلك عشرات الكهوف والمغائر الكبيرة. فضلا عن بقايا معاصر الخمر، والمدافن الجماعية المنحوتة في الصخر. ويقول الأهالي، أن بعض الكهوف مقسم من الداخل إلى حجرات نوم، وقاعات استقبال، وبعضها الآخر، ربما كان يستخدم نكثات للجيش.
- وفي صدر الإسلام، وطئت أقدام المسلمين أراضي الدوايمة، أثناء ز حفهم الأول بقيادة عمرو بن العاص، لاحتلال قلعة بيت جبرين الرومانية.
و لما دانت كل فلسطين للسيطرة الإسلامية، تدفق إليها عشرات العلماء والفقهاء، لوعظ وإرشاد المسلمين. فكان إن نزل أحدهم ويدعى - بشير بن عقربة أبو اليمان – منطقة الدوايمة، ما لبث أن دفن في خربة تحمل اسمه حتى اليوم، وهي خربة بشير، بجوار فرية الدوايمة.
- وفي العصور الوسطى، استولى الافرنج أثناء الحروب الصليبية على منطقة الخليل عام 1099 م. وكانت من أملاك غود فري دي بوايون. وقد ورد ذكر الدوايمة في كتاباتهم باسم (Bethawahin)، أي بيت واهين.
- وأثناء معارك التحرير، اتخذت جيوش صلاح الدين، مواقع لها في أراضي الدوايمة، لضرب الصليبيين في قلعة لخيش الحصينة. ولما رحل الافرنج عن قلعة الداروم قرب غزة، ونزلوا على ماء الحسي، قلاب الدوايمة من جهة الغرب، خرج عليهم المسلمون، وقاتلوهم قتالا شديدا. ثم انهزم الصليبيون ورحلوا عن الحسي، وتفرقوا فريقين، فريق ذهب إلى الساحل، وفريق ىخر جاء بيت جبرين، وكانت قلعتها لا تزال في أيدي الصليبيين.
- وفي عهد دولة المماليك، وربما كانت اراضي الدوايمة، منطقة عسكرية، أو مقرا لجماعات سكانية كبيرة، عاشت فيها لسنوات طويلة. ويدلنا على ذلك عدد من المقامات، وبقايا محراب لمسجد قديم متهدم، عثر عليه الأهالي قرب أحد الكهوف في خربة حزانة جنوب الدوايمة، كان الرعاة والمزارعون منهم يصلون فيه أحيانا.كان اسم جد سكان تلك المنطقه حاليا (خالد امين محمد أبوصقير)>