جبل الكرمل
(حيفا) هبة الكرمل قول صحيح فصيح. فلولا جبل الكرمل لكانت (حيفا) مدينة ساحلية، تنافسها أي مدينة سياحية ولكن (جبل الكرمل) اعطى حيفا جمالها، وجعلها عروس الشاطئ الفلسطيني. (ولا نحسب أننا نكتب تاريخاً كاملاً، لحيفا، لو أغفلنا ذكر الكرمل، فهو المجَمِّل حفاً، والمكسبها المناخ الطيب، والهواء العليل، مع مناظر تُعُد من أبهج ما يمكن أن ينشرح له الصدر ويرتاح له الخاطر).
يتميز جبل الكرمل، بأنه المرتفع الجبلي الوحيد الذي تصل نهايته الى مياه البحر المتوسط، وتغيب أقدامه الشمالية الغربية فيها دون أن تترك المجال لتشكيل سهل ساحلي، ويفصل جبل الكرمل بين السهل الساحلي الفلسطيني جنوباً، وسهل عكا، أو حيفا – عكا شمالاً.
يقع جبل الكرمل في الجزء الشمالي من ساحل فلسطين، ويمتد متطاولاً من ساحل البحر بإتجاه الداخل مسافة 22 كم على محور شمالي غربي – جنوبي شرقي. وهذا الإتجاه الذي يؤلف زاوية واضحة مع خط الساحل الفلسطيني بلإضافة الى تقدم نهاية الجبل الشمالية الغربية مسافة خمسة كيلومترات في البحر – ذو أهمية إقتصادية وبشرية كبرى، فقد أوجد في الجزء الشمالي منه خليجاً محمياً طبيعياً، هو خليج عكا، أو حيفا – عكا الذي ليس له مثيل على إمتداد الساحل الفلسطيني.
ويقر شكل الجبل من مثلث قاعدته في الجنوب، ورأسه المدور في الشمال الغربي. وهو محاط من الشرق والشمال الشرقي بنهاية سهل مرج ابن عامر، سهل عكا، على إمتداد مجرى نهر المقطع.
وأما من الغرب فتنتهي سفوح الجبل عند أطراف السهل الساحلي الذي يضيق تدريجياً حتى ينعدم عند بروز الجبل في البحر. ويتنهي الجبل في الجنوب عند وادي ياقون أحد روافد نهر المقطع اليسرى. ويرتفع بتدرج متزايد من الشمال الغربي (150- 200- 300م) بإتجاه الجنوب الشرقي (400- 450-500م) حتى يصل الى أعلى قمّة فيه (546م) قرب خربة عين الحايك شمالي غربي بلدة (عسفيا) وهو مكسو بالخضرة والأشجار وأحراج السنديان، تخترقها الوديان الظليلة.. التي تؤنس وحشتها تغاريد طيور خلقها الله فيها لتُسَبِّح اسمه عز وجل.
وأهم كنيسة في حيفا، مزار مريم العذراء، سيدة الكرمل، القائم على جبل الكرمل، تم بناؤها ما بين سنتي 1827 – 1851. وفي سنة 193 جددت الكنيسة المبنية على صورة صليب متساوي الأضلاع وفوقها قمة يؤمها السياح، والأهلون، وخصوصاً في عيد سيدة الكرمل (16 تموز) عيد (مار الياس) 21 تموز.
وأهم قرى جبل الكرمل الغربية: دالية الكرمل، وعسفيا. ومن قرى الأقدام الجبلية: بلدة الطيرة، وعين حوض في الغرب، وياجور في الشرق. وجبل الكرمل منتجع صيفي جميل بمناظره وغطائه النباتي، وإطلاله على ما يحيط به من سهول وسواحل يجدب إليه السكان والسياح للإصطياف والراحة أو لممارسة الرياضة البحرية.
المصدر: كتاب حيفا جارة الكرمل وعروس فلسطين
محمد محمد حسن شراب