جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
عرب الهذالين بين الماضي والحاضر: قصة مؤلمة في رحلة عذاب طويلة والجرح ما زال ينزف
' عرب الهذالين ' هم يسكنون الطرف الشرقي لمدينة يطا، ويطلون على صحراء النقب وعلى منطقة عراد الجنوبية، أقيمت بجوارهم مستوطنة ' كرمئيل ' وعلى قسم من أراضيهم، علماً أن عرب الهذالين قد سكنوا هذا المكان منذ أكثر من 60 عام بعد أن خرجوا من منطقة عراد فاشتروا أرضاً من أهالي يطا وأقاموا عليها بيوتهم من الصفيح وبيوت من الشعر والخيام، فيما أقام بعضهم بيوت من الاسمنت والطوب قبل العام 1967، ولا تزال شاهدة إلى اليوم أنها بنيت قبل بيوت المستوطنين المجاورة لها. تقطن عشائر من البدو في منطقة أم الخير إلى الشرق من بلدة يطا، وفي منطقة 'المسافر' تحديداً، حيث يمكن الوصول إليها عبر الشارع الاستيطاني الذي يخترق المنطقة ليوصل المستوطنات المقامة في المكان يبعضها البعض وتطل أم الخير على صحراء النقب وبلدة عراد المحتلة، إذ يمكن مشاهدة جبال الأردن من المنطقة، يقيم في المكان بالإضافة إلى عرب الهذالين عرب الصرايعة، الزويدين، ألنجاده، معظم بيوت المنطقة من الخيام والصفيح ويعتمد سكانها على رعي الأغنام إلا أن العديد منهم قد ترك هذه المهنة نظراً لمضايقات المستوطنين ولشح مياه الأمطار ولقربهم من صحراء النقب، ويعتمد السكان على 'اسطوانات' الغاز والنار في الإضاءة والطهي، وعلى آبار الجمع في الشرب، وتبدوا حياة البداوة والبساطة ظاهرة على الأهالي. وحول عرب الهذالين بين رئيس بلدية يطا السيد زهران أبو قبيطه المعاناة التي يعيشها عرب الهذالين شرق يطا بفعل إجراءات الاحتلال ومنغصات مستوطنيه حيث أوضح أن عشيرة الهذالين تسكن في ألمنطقه الشرقية من مدينة يطا بالقرب من مستوطنة كرمئيل وبين أن هناك بعض البيوت ألملاصقه لسياج المستوطنة المذكورة وأضاف أن عشيرة الهذالين وسكان المنطقة يعانون ويلات المستوطنين وجنود الاحتلال يوميا حيث إن محيط منطقة سكناهم بالنسبة إلى سلطات الاحتلال تسمى محمية طبيعيه الأمر الذي نرفضه نحن كفلسطينيين لأننا نرفض تقسيم الأراضي الفلسطينية ونرفض مثل هذه التسميات الاسرائيليه لان الأراضي الفلسطينية غير قابلة للتقسيم أو التفتيت. وعن الأوضاع المعيشية لعرب الهذالين قال أبو قبيطه هي قاسيه جدا لأن هؤلاء الناس يعتاشون من خلال رعي الأغنام وعدم سماح سلطات الاحتلال لهم بدخول ما تسمى المحمية الطبيعية كان هدفه القضاء على الأغنام لديهم إلى جانب عدم اقتنائهم لها وهذا سبب في نقصها في المنطقة الشرقية حيث تعتبر هذه المنطقة سلة الغذاء للمحافظة من اللحوم. وأضاف أن سكان المنطقة يعانون يوميا من شح المياه جراء سيطرة الاحتلال ومستوطنيه عليها الأمر الذي كان سببا قويا لضعف اقتناء الأغنام في المنطقة. وبين أبو قبيطه أن إحدى وجوه المعاناة الصعبة لهذه العشيرة أن احد مشايخها وهو شعيب الهذالين يسكن بمحاذاة سياج المستوطنة مباشره حيث انه يعاني الويلات من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يقومون كل حين باستفزازه وأفراد أسرته من اجل إبعادهم عن المنطقة لكنهم صامدين على هذه الأرض الفلسطينية حتى يرحل الاحتلال عنها. وفي سياق متصل أوضح خبير الأراضي والاستيطان السيد عبد الهادي حنتش، أن عرب الهذالين يقطنون في هذه المنطقة قبل مجيء الاحتلال إليها ، مشيرا إلى محاولات الاحتلال الضغط عليهم لترحيلهم حيث كان الهدف من ذلك تفريغ المنطقة بالكامل من السكان الفلسطينيين وإفساح المجال للتوسع الاستيطاني على حساب أراضيهم. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال قامت قبل سنوات بهدم أكثر من أربعين خيمة وبيتا من الصفيح، ومنعت البدو من رعي أغنامهم في مساحات شاسعة من الأراضي بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة. وأضاف حنتش أن المواطنين البدو هم أصحاب الحق وأصحاب الأرض وتحدوا كل أشكال التطهير العرقي والإجراءات التعسفية، وأصروا على البقاء في أراضيهم مثبتين أنهم أصحاب الحق الشرعيين وليس الاحتلال. وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي صادر مئات الدونمات من أراضي البدو إلى الجنوب من مستوطنة كرمائيل، كما سيطر في فترات سابقة على أراضيهم وأقام عشرات الوحدات السكنية والبؤر الاستيطانية الجديدة، هذا بالإضافة إلى تدمير البركسات والخيام والمنازل بهدف تشريد قاطنيها وإبعادهم عن عنها وتفريغها من محتواها السكاني. وحول معاناة عرب الهذالين والمستمر منذ عام 1948 غاية اليوم تحدث إلينا احد مشايخ عرب الهذالين الذي لجأ وأفراد عائلته إلى مدينة يطا في منطقة أم الخير حيث شرح الحالة المؤلمة التي يعيشونها حيث بدأت رحلة العذاب والمرارة منذ عام 48 حيث رحلة اللجوء الأولى والمأساة التي يعيشونها حتى يومنا هذا …هي فعلا قصة مؤلمة في تفاصيلها حيث هجروا من بلدهم الأصلي تل عراد قرب النقب حيث إن هؤلاء البدو الفلسطينيون استقروا شرق يطا وبنو فيها مساكن ومنشآت للأغنام وزرعوا الأشجار بعد أن اشتروها من حر مالهم من أهالي مدينة يطا" ولم تقف رحلة العذاب عند رحلة اللجوء والتشرد الأولى بل استمرت معاناتهم المتمثلة في ملاحقتهم من قبل الاحتلال في مدينة يطا منذ عام 1981م بعد أن جاء الاحتلال من جديد إليهم ليبدأن رحلة معاناة جديدة تندى لها الجبين. وبين الهذالين الذي بدا على وجهه الكد والتعب حيث قال الله اكبر ماذا يريد الاحتلال منا ألا يكفيه تشريدنا من أرضنا الأصلية عام 48 في رحلة اللجوء الأولى لا بل إن الاحتلال عاد ألينا من جديد لتنفيذ مسلسل جديد يهدف إلى تهجيرنا من المنطقة التي نقيم فيها حيث قام الاحتلال ببناء مستوطنة كرميئيل التي تبدو اليوم مدينة كبيرة على أرضنا ويقول عبثا حاولنا مرات عدة من منع الاحتلال من هدم مساكننا ومنشئاتنا دون أن ننجح في ذلك وفي كل مرة كنا نتعرض للإهانة والضرب حيث كسرت أيدينا وأرجلنا أكثر من مرة ونقلنا للعلاج في المشافي ورغم كل هذا يستمر الاحتلال في نهجه اللانساني لصالح توسيع مستوطنة كرميئيل حيث استمر الاحتلال غاية اليوم في إصدار الأوامر العسكرية التي تقضي بهدم منازلنا البسيطة أكثر من مرة وهدموها ومنعونا من الإقامة فيها لكونها في محيط هذه المستوطنة التي بنيت أصلا على أرضنا وأضاف الهذالين نحن نقيم في هذه الأرض منذ سنوات طويلة ونحن أصحاب الأرض وسنبقى هنا إلى ما حيينا ورغم كل إجراءات الاحتلال ومستوطنيه اليومية والتي تهدف أصلا إلى قلعنا من أرضنا لكننا هنا باقون إلى الأبد مضيفا أن حوالي 35 ألفا من البدو يعيشون شرقي الضفة ويحمون بوجودهم مساحات واسعة من الأرض تقدر بحوالي 40% من مساحة الضفة، وهي مناطق مفتوحة لا تحميها إلا التجمعات البدوية.
غزة - دنيا الوطن - رامي نوفل سليميه
2011-06-05