كشف ناشطون في المقاومة السلمية الفلسطينية، عن وجود سياسة “إسرائيلية” يمارسها جنود الاحتلال باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع كأداة للقتل المباشر بحق المشاركين في الفعاليات الشعبية المقاومة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، في وقت قمعت قوات الاحتلال المسيرات الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في الضفة الغربية .
المصدر: دار الخليج
وأكد ناشطون في حديث خاص ل”الخليج”، أن سياسة القتل المتعمد “الإسرائيلية” هذه “ينفذها جنود مدربون تقوم على أساس توجيه قنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه صدور ورؤوس المتظاهرين” .
وقال احد الناشطين البارزين، طلب عدم ذكر اسمه تحسبا من ملاحقته من قبل سلطات الاحتلال، “في السابق كان جنود الاحتلال يستخدمون عبوات غاز مطاطية مسيلة للدموع، ولكنهم بعد تصاعد التحركات الشعبية في العديد من مناطق الضفة قاموا بتطوير وسائل جديدة منها استخدام عبوات غاز معدنية تعرف باسم الصاروخ” . وأضاف أن “هذه العبوات الجديدة هي بمثابة رصاصة معدنية . . وتكون قاتلة إذا ما أطلقت من مسافة قصيرة وأصابت منطقة البطن أو الصدر أو الرأس”، مؤكداً أن “إسرائيل” تستخدم هذه العبوات بكثرة من اجل قمع المتظاهرين .
وكان الشهيد مصطفى التميمي من قرية النبي صالح قضى مطلع العام جرّاء إصابته بمثل هذا النوع من القنابل .
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه العديد من القرى والبلدات الفلسطينية فعاليات وتظاهرات شعبية لمواجهة الاستيطان والجدار العنصري، حيث أصيب العشرات من المتظاهرين بحالات اختناق وإصابات متنوعة في هذه المواجهات، في حين عمد جنود الاحتلال إلى إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه الأراضي الزراعية ما أدى إلى اشتعال العديد من الحقول الزراعية .
فقد أصيب العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم غازاً مسيلاً للدموع في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، وبعد رشهم بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية . كما احترقت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالقنابل التي أطلقها جنود الاحتلال .
وأصيب العشرات بينهم خمس إصابات بشكل مباشر بقنابل الغاز أثناء قمع قوات الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، فيما قمعت قوات الاحتلال مسيرة “المعصرة” الأسبوعية جنوب الضفة، ومنعت المتظاهرين من الوصول لأراضيهم .
وفي “النبي صالح”، شمال غرب رام الله، قمع جنود الاحتلال المتظاهرين السلميين الذين خرجوا تعبيراً عن غضبهم بسبب إقدام أكثر من 100 مستوطن على الانتشار في أراضي القرية والتجول فيها بحماية من جيش الاحتلال الذي انتشر منذ ساعات الصباح الباكر في محيط القرية وأقام الحواجز على مداخلها لتأمين المستوطنين، ما أدى إلى إصابة 3 أطفال بعيارات مطاطية هم محمود شاكر التميمي (14 عاماً) وإسلام التميمي (16 عاماً) ومحمد بلال التميمي (11 عاماً) .
ودهس مستوطن حاقد الطفل راغب محمد التميمي (6 سنوات) من قرية دير نظام المجاورة على الطريق الرئيسي قرب القرية وذلك حسبما أفادت مصادر محلية . وأكدت أنه نقل إلى مستشفى “هداسا عين كارم” في القدس المحتلة من دون معرفة تفاصيل عن حالته .