السلاح والتدريب:
بعد هذه المعركة عرف أهل القرية ما حاجاتهم للسلاح والتدريب والمال والحيطة والحذر. وجمعوا لذلك من أموال وألفوا وفدا من القرية مشكلاً من:
(يوسف أبي الحاج – حافظ النجم عمورة – عبد الله السلمان) وذهب إلى مصر لشراء السلاح من تجار مصريين وللقاء الهيئة العربية العليا التي تتولى مهام تسليح الشعب العربي الفلسطيني. وبالفعل أرسلت الهيئة هذه /50/ قطعة سلاح. واشتروا بعض قطع أخرى. ولكن ما أن وصلت هذه الشحنة إلى القرية وجربوها حتى كشفوا أن السلاح فاسدا. هذا لم يثن أهل القرية عن اللجوء لطرق أخرى. فحصلوا على بعض القطع من اللجنة العسكرية في دمشق وسلمت إليهم عن طريق اللجنة القومية في حيفا وحصلوا على مدفع مورتر من الجيش الأردني من الضباط محمد حمد الحنيطي قائد حامية حيفا. وعلى ست رشاشات هو شكنز عيار 500 فنصبوا اثنين فوق المدارس ورشاشا فوق دار ريان. وآخر فوق دار عبد الله المصطفى الباش... وحصلوا على العديد من البنادق الكندية. وأقاموا مخزنا في بيت أحمد سلمان وبدأ التدريب المكثف على يد النجادة التي يرأسها أسعد غنام وأحمد سلمان.
وكان التدريب في وادي أبو الحاج علي البنادق وتعداه القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة وقد أسهم في التدريب إسهاما فعالاً شاب أطلق عليه محمد الإنكليزي واتجه البعض إلى الحصول على السلاح من المعسكرات الإنكليزية وقد قتل وجرح العديد أثناء ذلك منهم شابان من عائلة درباس استشهدا وجرح أحمد حسن الباش (المقلب بأحمد الندوة) واعتقل في المستشفى. وأيضاً استفادوا من سرقة دواليب السيارات العسكرية وبيعها أما لشراء السلاح وإما لقوتهم اليومي. وخلال فترة قصيرة أصبح في القرية ما يقارب /500/ مسلح. وأصبحت الحراسة ليل نهار. وفي المناطق السهلية للقرية حفروا الخنادق التي كانت تتسع لثمانية أشخاص. أصبحت القرية في حالة استنفار دائم وأصبح التعاون في أوجه في كل مواقع الحراسة. في وادي العين وفي وادي أبو الجاع وفي الصفحة وفي الشعب.
المصدر: كتاب طيرة حيفا
احمد مصطفى الباش