انتهت أعمال بناء المئذنة الطولى في الشرق الأوسط في بلدة سلواد شرقي رام الله، والتي تقع على سفوح جبال القدس "تل العاصور" الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1016 مترًا.
وبنيت مئذنة مسجد أبي عبيدة على تلة "رأس علي" بوسط البلدة ووصل طولها إلى 81 مترًا، بنيت على ارتفاع 900 متر عن سطح البحر. وكان بدأ المشروع العام الماضي بطاقم عمل صغير أتم عمله بعد عام كامل، حيث شارك في البناء خمسة من أبناء البلدة.
تكريم للدور التاريخي
وقال الشيخ ياسر النجار إن تكاتف أهالي البلدة هو الذي أدى إلى الانتهاء منها بعد قيامهم بالتبرعات العينية والنقدية من أجل هذا الصرح العظيم.
وأضاف: "إن السبب الرئيس الذي دفعنا لبناء المئذنة هو أن لسلواد حقًا علينا في تكريمها بسبب دورها التاريخي والجهادي في محاربة الاحتلال على مر تاريخه، منذ العهد البريطاني وحتى اليوم".
وأوضح النجار قائلا: "قيامنا بإشهار كلمة الله أكبر من على ارتفاع ألف متر تقريبًا لهو أكبر تكريم لشهداء ومجاهدي بلدة سلواد الذين قدموا أنفسهم في سبيل الله".
وشدد على أن صوت أذان المساجد سيبقى يصدح بالتكبير والتهليل رغم شكاوى المغتصبين الصهاينة في مغتصبة "عوفرا" الملاصقة للبلدة، حيث أقرت الحكومة الصهيونية مشاريع استيطانية جديدة فيها.
صعوبات العمل
ويمكن للفلسطينيين رؤية المئذنة من شاطئ البحر الأبيض المتوسط مقابل مطار اللد وجبال الشونة الأردنية والبحر الميت في غور الأردن. ويمكن مشاهدة مدينة القدس بشكل شبه كامل، حيث ترى "التلة الفرنسية" والجامعة العبرية فيها.
وقال أحد العاملين في المئذنة، رفض الكشف عن اسمه، إن الصعوبات التي برزت خلال العمل هو عدم وجود وسائل حماية حديثة للعاملين على ارتفاعات كبيرة، وبأن هذا سبب قلقًا لدى العاملين فيها.
وأضاف: "ومن المشاكل الخطيرة التي واجهتنا خلال عملية البناء قوة الريح كلما ازداد البناء ارتفاعًا، مما شكل عامل ضغط علينا وتحكمت الريح بأوقات عملنا حيث كنا نتفاجئ بالريح بشكل سريع على سطحها، بينما لم يكن هناك أي ريح على الأرض".
ترحيب بين أهالي البلدة
ورحب المواطنون ببناء المئذنة التي عدوها مفخرة لهم بين القرى الفلسطينية خصوصًا أنها تطل على جزء كبير من فلسطين التاريخية.
وشكر المواطنون كل من ساهم في عملية بناء المئذنة التي أصبحت معلمًا دينيًا وسياحيًا بارزًا في فلسطين حيث بادروا بالتبرعات دون الاستناد لدعم خارجيّ أو رسميّ.
وذكر أحد المواطنين أن هذه المئذنة هي بمثابة رد على المغتصبين الصهاينة الساكنين بقربنا أننا باقون ولن نرحل.
ويبلغ تعداد أهالي بلدة سلواد عشرة آلاف نسمة، فيما يتواجد خارج البلدة أكثر من 23 ألف موزعين على الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والأردن والخليج.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام