قرية عربية في الجليل الشرقي الأسفل، ترتفع 225 متراً عن سطح البحر وتقع على بعد 11 كلم جنوب غرب مدينة طبرية. احتلتها (إسرائيل) عام 1948 وهجّرت كل سكانها ثم هدمت لاحقاً كل مبانيها.
كانت القرية تقع على تلة منخفضة تشرف على واد من جهة الشمال [وادي الفجّاس]، ويحيط بها سهل متدرج الانحدار من باقي الجهات. كانت تربطها قبل النكبة طرق ترابية بالقرى المجاورة:
لوبيا من جهة الشمال والشجرة من الغرب وكفر كما - وهي كانت أقرب قرية لها من الجنوب، وما زالت كفر كما موجودة حتى اليوم. وكانت كفر سبت ترتبط كذلك بالطريق العام الواصل بين طبرية والناصرة.
يبدو أن كفرسبت كانت مأهولة منذالعهدالكنعاني (1200-3000ق. م) وكان اسمها شبتان، وعرفت أيام الحكم الروماني ( من سنة 63 ق.محتى 324 م) باسم كفار شبتاي وكانت تابعة لقضاء طبرية، وذكرهاالجغرافي العربي محمد بن أحمد المقدسي (توفي عام 990 م) في كتابه ”أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم'' من جملة قرى قيسارية وقال إنها كانت قرية آهلة وبها مسجد في شارعها العام. وذُكرت كذلك في كتاب”معجم البلدان'' لياقوت الحموي (توفي عام 1225 م) على أنها قرية تقع قرب طبرية. عرفها الصليبيون ( 1099 م – 1260 م) بلسم كفرست.
وقد ذكرت كفر سبت في كتب ابن قدامة المقدسي (1223-1147 م)( Kafarsset) عالم عربي وجندي في جيش صلاح الدين، حيث كتب في تدوينه لمجريات المعارك ضد الصليبيين، أنه في يوم الثلاثاء 30حزيران 1187 وصل صلاح الدين الأيوبي، خلال تحضيره للمعركة مع الصليبيين، إلى كفر سبت، وبقي فيها يومان، وغادرها في 2 تموز 1187.
في سنة 1569 م كانت من قرى ناحية طبرية (لواء صفد) وكان عدد سكانها 160 نسمة، وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والقطن، وعلى الماعز وخلايا النحل. وقد ظهرت في خريطة جاكوتان الفرنسي ( 1799 م) باسم كفر الست، وفي أواخرالقرن التاسع عشر كانت قرية مبنية بالحجارة ومحاطة بالأراضي الزراعية المستوية، وعدد سكانها 300 نسمة تقريباً. في سنة 1931 بلغ عدد سكان القرية 340 نسمة بما فيهم سكان قبيلة عرب المشارقة الذين سكنوا في مضاربهم على أراضي كفر سبت، وسكن أهالي القرية في حوالي 71 بيتاً من حجر وطين وأسمنت. جاء في كتاب "كي لا ننسى" أن أراضي كفرسبت بلغت عام 1944 ما مجموعه 9850 دونماً، منها 4295 دونماً للسكان العرب و 5110 دونمات كانت ملكاً لليهود. وكانت كل الأراضي تقريباً في تلك السنة مزروعة بالحبوب وكانت منها 7 دونمات فقط بساتين مروية لقرية كفر سبت العربية.
نشرت سلطة الاثار الإسرائيلية على موقعها الألكتروني تقريراً عن أعمال حفريات تمّت في منطقة كفر سبت في شهر آب من سنة 2001. جاء فيه أن القرية بنيت على أطلال أثرية تنسب إلى قرية شبتاي أو شوبتي المذكورة بالتلمود.
وأسفرت الحفريات عن العثور على قطع فخارية ومعدنية تعود إلى فترات تاريخية متعددة هيالبرونزية القديمة ( 3300 ق.م – 1200 ق.م)،والرومانية والبيزنطية والمملوكية والعثمانية.
وقد عثر بالمكان على تسع قطع نقدية تعود إلى الفترات التالية: قطعة من القرن الرابع الميلادي- (رومانية)، قطعتان من القرنين8- 9 للميلاد
(عباسية)، قطعة تعود إلى 1360-1363م
(مملوكية)، قطعة من سنوات 1498-1496 م
(مملوكية)، 3 قطع من القرنين 14-15م
(مملوكية) 3 قطع من القرنين 14-15 م.
كانت القرية، في آخر عهدها، مبنية على شكل مستطيل يمتد من الشرق إلى الغرب. وكانت منازلها المتراصة مبنية بغالبيتها من حجارة البازلت السوداء والطين، وقد بني بيت واحدعلى الأقل، هو بيت زعيم القرية الطيب السعدي، بالأسمنت والحديد، وكان الطابق الأول منه يستعمل كمضافة، والطابق الثاني للسكن. وكان بكفر سبت مسجد مع قناطر بني بحجارة سوداء وحجارة بيضاء. لم يكن بالقرية مدرسة، وكانت مدرسة كفر كما مشتركة للقريتين. اعتمد سكان القرية في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي.كان قرب القرية عينا ماء هما العين السفلى والعين البعيدة. بلغ عدد السكان عام 1944حوالي 480 نسمة، وعام 1948 بلغ عددهم 557نسمة يشمل قبيلة المشارقة التي كانت تسكن بجوار القرية.
المصدر: ذاكرات"زوخرت"