زمن السفربرلك (زمن الاتراك وتجنيد الشباب العرب للجيش)
أبو زياد: " بسنة السفربرلك، سنة 1914، يومها كان في تجنيد إجباري لرجال القرى للجيش التركي. أبوي تجند في تركيا لما كان ابن 17 سنة، أخذوه على الشام، وبعد فترة هرب من الشام هو وواحد من قرية علما اسمه أندراوس، وكانوا يمشوا بالليل وبالنهار يناموا. الطريق من دمشق لإقرث أخذت معهم كثير وقت. لما قطعوا منطقة الشريعة، وين جسر بنات يعقوب، (الشريعة هي حدود طبيعية بين سوريا وفلسطين)، ووصلوا قريب على البلد، شافوه بنات المختار، يومها كان معروف إنه وين في ضيّ سراج بالعتمة ممكن هناك يكون في شاب هارب من الخدمة، البنات راحوا وبلّغوا أبوهم إنه في شاب هارب، والمختار بلغ الجيش عن أبوي وأجوا أخذوه كمان مرّة لقرية سمخ ومن سمخ رجّعوه بالقطار لسوريا. بسوريا أبوي تعلم تمريض واشتغل ممرض عسكري، وبعدين اشتغل ساعي بريد بين دمشق وجبل الدروز. اشتغل أربع سنين هناك لحد ما تركيا صارت تطلع من الجنوب وتـنهار وعندها رجع أبوي على إقرث .
بفترة السفربرلك أجا كثير جراد على المنطقة وصار يوكل الأخضر واليابس. تركيا صارت تعطي جوائز لكل شخص بجمع كل يوم علبة من بيض الجراد. بلدنا وكل البلاد كثير تضررت من الجراد، وأمي حكت لي إنهم وصلوا لوضع إنهم يوكلوا من براز البقر. بهاي الفترة الرجال كانوا بالحرب وكانت النسوان هي اللي تحرث الأرض وتحصد.
اقتلوا نسوان البلد قبل رجالها
أبو زياد: " لما تركيا إنهارت قسّموا المنطقة والإنجليز انتدبونا، أنا بذكر العسكر الإنجليزي لما أجا عنا على الأرض وطعميناهم تين يابس. فرنسا وبريطانيا حتى يشرعوا وجودهم بالمنطقة ويثبتوا إنه هذا الشعب صعب يعيش مع بعضه، أوجدوا خلاف بين المتاولة (القرى الشيعية المجاورة) وبين المسيحيين. أعطوا سلاح لجماعة شيعية وأعطوا سلاح لمسيحية بلدنا ولعين ابل. المتاولة هجموا على عين إبل وحرقوها. مختار بلدنا خاف إنه يحرقوا إقرث.
بسنة العشرين هجموا علينا الشيعيين، أهل بلدنا أخذت نقاط استراتيجية، وين المنقطة الشمالية عند البركة، المنطقة هاي كانت كروم وأرض مكشوفة. قُتل من بلدنا بهاي الهجمة أربع شهداء، رجلين ونساء تنتين. كان عنا خوري قبضاي، شجّع البلد على الصمود.
مرّة دخل أرض بلدنا واحد من المتاولة راكب حصان. شافوه بعض نسوان البلد، منهم واحدة اسمها نصرة الأيوب وخالتي. النسوان هجمت عليه بالقشقوشة (فروع شجر ضعيفة) وضربوه. لما روّح الشاب على بلده قال: اقتلوا النسوان بهاي البلد قبل الرجال، لإنه نساءهم أرجل من رجالهم.