أعلام من زرنوقة:
أنجبت زرنوقا الكثير من الشخصيات التي لها دور في المجتمع كحال المدن والقرى الفلسطينية الأخرى، وكان لهؤلاء مناصب رفيعة في مجتمعهم ولكنهم لم يكونوا ذوي تأثير في خارج النطاق المحلي، وسنعرض هنا لأبرز الشخصيات العامة ممن وقفنا عليهم ممن ولدوا في القرية أو تعود أصولهم إليها :
الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي
فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي : أصله من قرية " زرنوقة " ، شردت عائلته من القرية بعد نكبة عام 1948، وهاجرت إلى قطاع عزة حيث استقرت في مدينة رفح حيث ولد فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951. وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته، درس في جامعة بيرزيت في مدينة رام الله بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية، ثم درس الطب في جامعة الزقازيق بمصر، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة.
كان فتحي الشقاقي قبل العام 1967 ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهاته، حيث قام بالانخراط في سنة 1968 بالحركة الإسلامية ثم أسس مع مجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات بعد اختلافه مع الحركة الإسلامية ( الإخوان).
قاد بعدها بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع، وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الصهيونية بإبعاده من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.
عاش متنقلاً بين عدد من الأقطار العربية والإسلامية، حتى اغتالته أجهزة الموساد في مالطا يوم الخميس26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق .
هشام عبد الرازق
هشام عبد الرازق أحد مناضلي حركة فتح، وقع في الأسر الصهيوني لنحو عشرين عاماً بعد اشتراكه في تنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال، وخرج من السجن مطلع التسعينات ، وعينه رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وزيراً لشؤون الأسرى .
رئيس مجلس إدارة جمعية الأسرى والمحررين "حسام"، ومسؤول ملف الأسرى في منظمة التحرير.
عمل في طواقم التفاوض أثناء المفاوضات بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني، وكان أحد الموقعين على وثيقة جنيف التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعربية.
الشهيد مصطفى منيب صرصور "أبو عماد"
ولد مصطفى منيب صرصور بتاريخ 5-10-1942 في بلدة زرنوقة ، و ارتحل مع عائلته إلى مدينة غزة، وأثناء ذلك توفي والده.
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس غزة، وحفظ القرآن على يد الشيخ كامل البلتاجي، وشاعت شهرته بين الناس كرجل إصلاح.
ترافق مع الشيخ أحمد ياسين مبكراً وعمل معه في حقل الدعوة .
لعب أبو عماد دورا بارزا في التأسيس للفن الإسلامي في قطاع غزة، حيث ساهم في إنشاء أول فرقة للمسرح الإسلامي، فضلا عن مشاركته في الكثير من المسرحيات، حيث برع في أداء الأدوار الموكلة إليه، و كان أشهرها دوره في مسرحية " سعيد بن جبير "، حيث تميز بالموهبة الفنية وخفة الدم وروح الدعابة التي جعلت منه فناناً شعبياً في الشارع الفلسطيني.
استشهد بتاريخ 23-3-2004 حيث ذهب كعادته في فجر ذلك اليوم إلى صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي برفقة الشيخ أحمد ياسين، وأثناء خروجهم من المسجد قصفتهم الطائرات الصهيونية بثلاث صواريخ استشهد على أثرها الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وعشرة آخرين وجرح مصطفى صرصور بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى جمهورية مصر العربية وهناك مكث حتى تاريخ 15-4-2004 ليلقى الله شهيدا في ذلك اليوم .
د. خليل الشقاقي
شقيق الدكتور فتحي الشقاقي
مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية في فلسطين
د. أيوب عثمان
ولد في قطاع غزة في 4 نيسان 1950 بعد تشريد أسرته من قرية زرنوقا.
أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المساعد كلية الآداب و العلوم الإنسانية - جامعة الأزهر
أنشأ قسم اللغة الانجليزية بجامعة الأزهر وكان أول رئيس له وله إسهاماته الفاعلة وبصمته المؤثرة على القسم.
رئيس نقابة العاملين في جامعة الأزهر.
كان أحد المرشحين المستقلين لرئاسة السلطة الفلسطينية عام 2004 إلا أنه انسحب من الانتخابات قبل بدئها.
البروفيسور عبد الفتاح محمد العويسي
عمل أستاذا في جامعة الخليل.
أحد مبعدي مرج الزهور الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال إلى جنوبي لبنان عام 1993م.
زميل الجمعية الملكية التاريخية في المملكة المتحدة
ومدير مركز آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في جامعة داندي في اسكوتلندا بالمملكة المتحدة.
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في لندن
مدير عام مركز الدراسات الاجتماعية والإنسانية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن
له من المؤلفات : تقديم بيت المقدس – البعد المعرفي والأكاديمي لدراسات بيت المقدس
الشهيد زكريا الشوربجي
ولد في مخيم جباليا عام1961 م، من أسرة تعود إلى قرية زرنوقا .
نشط في صفوف المقاومة مبكراً منذ سن السابعة عشرة فقبضت عليه سلطات الاحتلال، وأودع السجن لست سنوات ونصف كان خلالها يؤذن للصلاة في سجن غزة المركزي لجهارة صوته، ويعدّ لاستئناف جهاده .
سكن زكريا بعد خروجه من السجن حي التفاح بغزة وتزوج، ثم التحق بكتائب الشهيد عز الدين القسام سرّاً، وما لبث أن كشف أمره لسلطات الاحتلال فأصبح بذلك مطارداً، وخلال حقبة المطاردة رزقه الله بمولود أسماه يحيى.
حاصرت قوة صهيونية كبيرة منزلاً كان يختفي فيه الشهيد في حي التفاح ،وطوقت الحي، واشتبك معهم زكريا في معركة استمرت أكثر من ست ساعات، أبلى زكريا خلالها بلاءً حسناً، ولكن العدو وجه مدافعة الثقيلة وأخذ يقصف البيوت في حي التفاح حتى دمر عدداً منها، وفي خلال ذلك استشهد زكريا بعد أن أوقع خسائر في العدو، وذلك يوم الثلاثاء 29 شوال 1413هـ الموافق 20/4/1993م .
الشهيد سمير فودة
ولد الشهيد سمير محمد حامد فودة في مخيم جباليا عام 1981م من أسرة تعود إلى قرية زرنوقا.
تلقّى سمير علومه الأولية في مدارس مخيم جباليا ، التابع لوكالة الغوث الدولية المشرفة على مخيمات اللاجئين ، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة أبو حسين الابتدائية ، و من ثم انتقل إلى المرحلة الإعدادية التي درسها في مدرسة ذكور جباليا الإعدادية (أ) القريبة من سوق المخيم المركزي ، و بعد أن أنهى مرحلة دراسته الإعدادية انتقل إلى مدرسة أبي عبيدة ليكمل تعليمه الثانوي فيها ، وتلقى العلوم في المسجد فدرس القرآن وفرائض الدين على يد عدد من المشايخ وأهل الذكر، و عرف عنه خلال دراسته أنه كان طالباً مجتهداً و نشيطاً في دراسته و متابعة دروسه، وفي مقاعد الدراسة الثانوية التحق بصفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس .
التزم الشهيد سمير في مسجد الشهداء القريب من منزله ، و كان من حمامات المسجد المعروفين يجلس مع الصغار و يعلّمهم قراءة القرآن و تلاوته، و يحثهم على حفظه، و بجانب نشاطه القرآني كان يلقي عليهم الدروس و القصص الدعوية، حتى أصبح مسؤول اللجنة الرياضية داخل المسجد، و امتاز الشهيد بحب رياضة العدْو فكان ذا جسم رشيق و خفيف الحركة، و شارك في العديد من مسابقات الجري التي كانت تنظّمها الجمعيات الإسلامية و المساجد في المنطقة الشمالية، و كان يفوز في السباق بالمركز الأول.
انضم سمير إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 2002م و بعد أن اجتاز الشهيد مراحل التدريب العسكرية انضم لإحدى المجموعات القتالية في المنطقة الشمالية .
كان يشارك مع رفاقه لصدّ اجتياحات العدو الصهيوني المتكررة لمعسكر جباليا، و كان يرابط معهم على مشارف مخيم جباليا، و المناطق الحدودية في بيت لاهيا و بيت حانون.
استشهد سمير فودة في عملية فدائية مشتركة بين كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس و سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صباح يوم الجمعة الموافق 24/10/2003م تحيث وجّه المجاهدان إلى موقع العملية و هو أحد المواقع العسكرية الدفاعية المقامة داخل مستوطنة نتساريم شرق مدينة غزة، و ساد المكان لحظة العملية ضباب كثيف حجب الرؤية عن الجنود المكلفين بحراسة المستوطنة ، وتسلل الفدائيان فداخل المستوطنة ، بعد أن زحفوا مسافة النصف كيلو تقريباً .
ثم فتحوا النار على الثكنة العسكرية بعشرات القنابل اليدوية ورصاص البنادق الرشاشة ، و بعد أن تمكنوا من إنهاء العملية أخذ المجاهدان بالانسحاب من المغتصبة ، فتمكّن رفيقه من الانسحاب بعد أن قام سمير بتغطية انسحابه ، و أكرمه الله بالشهادة بعد أن حلّقت طائرات الأباتشي في سماء المغتصبة و انتشر الجنود حول الموقع فاشتبك معهم سمير و ارتقى شهيداً في سبيل الله . وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة جنود صهاينة و إصابة خمسة آخرين بجراح، و قتل أحد المصابين في اليوم الثاني من تنفيذ العملية متأثراً بجراحه .
المصدر: الدكتور اسامة الاشقر
كتاب زرنوقة جنة الليمون والبرتقال