| المحتوى |
كان الرجل في الزيب على وجه العموم يعمل في أرضه وكانت هذه الأرض غالية عليه ورثها عن الآباء والأجداد وهي وفـيّة له يُكرمُها ويتعبُ عليها فتكرمُه وتغدقُ عليه الخير الكثير وفوق ذلك كله كانت ملكيّة الأرض تعطيه قيمة اجتماعية وكان حريصا على هذه القيمة حِرْصه على العِرْض والشرف، ولأجل هذا كله كان لا يُفرِّط في الأرض ولا يُقصِّر في خدمتها.
كان الرجل في الزيب يحرث أرضه بوسائله ومُعداته البدائية، يضع النّير على رقبتي الثورين ليقرن أحدهما الى الآخر ثم يربط سكة الحراثة بهذا النير، ويُمسك عصا السكة بيده ويضغط عليها نزولا فتغورُ السكة في الأرض وهو يحمل باليد الأخرى عصا طويلة اسمها المِنساس على طرفها حديدة ، ينخـس بها الثور إذا تراخت عضلاته، وفي أثناء حراثة الأرض كان يُعـشبُه بنزع العشب من التراب، كما وكان يبذر الحب في الأحواض وعندما ينمو ويصبح شتلا يقلع الشتل من الأحواض ويزرعه غرسة بعد غرسة في سفوح الأتلام . كما وانه كان يمشي بمحاذاة الساقية ومِجْرفته في يده يُغلقُ على الماء هنا ليفتح له هناك ويُراعي في ذلك المقدار اللازم من الماء فلا يزيد عليه ولا ينقص منه. أمّا بخصوص عمل المرأة فكانت المرأة في الزيب تقوم بأعمال المنزل عديدة منها صنع الخبز وطهي الطعام وجلب الماء والعناية بالدواجن وحلب البقر والماعز اضافة الى العجين، كما كانت بوجه العموم تشارك في بعض أعمال زوجها.
"الزيب كما عرفتها"
احمد سليم عود
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|