بيارة عبدالله الخطيب كانت واحدة من تلك البيارات القلائل الواقعة لجهة الشرق من الطريق العام وهي تحاذي الضفة الشمالية لوادي القرن وكانت تمتاز عن غيرها من البيارات بماء بئرها كان ماءً باردا، وكان بعض النسوة يقصدن هذه البيارة، عند الأصيل من أيام الصوم في شهر رمضان المبارك ويملأن جرارهن بالماء، وكان صاحب هذه البيارة سـمْحا كريم الخلق لذلك كان يأذن لهن أيضا بأن يقطعن "طرابين" شجر " الشمام "، ليضعنها في جرارهن، فتعطي هذا الماء الزلال شيئا من طعم ماء الزهر.
والطرابين هي أطراف الأغصان الطرية والشمام هو الأبو صْفير وليس البطيخ الأصفر، كان اسم هذا النوع من البطيخ عندهم في الزيب هكذا، البطيخ الأصفر. ومن هذه البيارات الشرقية والواقعة الى الشمال من الوادي، كانت بيارة محمد سعيد حسين ، وكانت هذه البيارة كبيرة وأشجارها كثيفة وكان فيها عريشة ،قريبة من بوابة البيارة.
ومنها أيضا ، ولكن الى الجنوب من وادي القرن بستان قريب من القرية يفصل بينهما الطريق العام .وكان هذا البستان لرجل من عائلة السعدي وكان اسم هذا البستان البخشة وكان ذا رونق وجمال بعرائشه وأشجار الورد والريحان التي زينت الجزء المُطل على الطريق العام منه وكان في هذا الجزء تحت الأشجار والعرائش مقاعد مصنوعة من الحديد ذات أشكال مُـنمّقة. في سنوات الزيب الأخيرة زال هذا الرونق عن البستان ربما لأن مالكه لم يعد يأتي اليه بضيوفه من العائلات المرموقة.
ومنها أيضا بستان خضر صبحة على مسافة عشرات الأمتار الى الشرق من الطريق العام، ومئات الأمتار الى الجنوب من القرية وهو بستان مشمش من نوع يُعرف باسم اللوزي الحلو البزرة ولم يخلُ من نوع آخر من المشمش كان معروفا باسم الكلابي المُرّ البزرة، كان هذا البستان جميلا، أشجار المشمش ذات الأغصان اللينة، تتمايل مع هبات النسيم ويتدلى منها الثمر المُختم باللون الأحمر. أوراقها الخضراء رقيقة وناعمة إن التقطت ضوء الشمس ابتكر البستان حركة ألوان وظلال لا متناهية.
ومنها بيارة توفيق الصالح ، وبيارة فتح الله وفهد الشيخ طه ومن البيارة الثانية، كان معسكر الجيش البريطاني في جبال اللوز يشتري حاجته من الماء. ومن البيارات الواقعة لجهة الغرب من الطريق العام بيارة محمد عطايا بيارة محمود الخطيب، بيارة سليم عودة، بيارة خضر صبحة الثانية، بيارة اسماعيل حسين، بيارة محمد علي الشيخ طه، بيارة حسن صبحة وهذه البيارة أيضا كانت تبيع الماء للمعسكر البريطاني .
"الزيب كما عرفتها"
احمد سليم عودة