المحتوى |
المرجع : ديوان عشيات وادي اليابس صفحة ( 351- 348 ) ؟ ( الشاعر : عرار - مصطفى وهبي التل )
هذه خطبة جمع فيها الشاعر بين الشعر والنثر و ألقاها على كشافة طولكرم حين زاروا مدينة إربد في الأردن والشاعر هو :مصطفى بن وهبة بن صالح بن مصطفى بن يوسف التل ، عرار.
شاعر أردني كان يوقع بعض شعره بلقب عرار واشتهر به ,ولد في إربد بعجلون شمال بلاد الأردن تعلم بها وبدمشق وحلب، وأخرج قبل إتمام دراسته.
له (ديوان شعر -ط) جمع بعد وفاته وسمي عشيات وادي اليابس.
جيران وادي الحوارث :
إني أرى سبب الفناء وإنما سبب الفناء قطيعة الأرحام
فدعوا مقال القائلين جهالة : هذا عراقي وذاك شـــــامي
وتداركوا بأبي وأمي انتم ُ أرحامكم برواجح الأحلام
(( البيت الأول والثالث ليس للشاعر ))
و إنكم يا كشافة طولكرم , يا جيران وادي الحوارث لمن رواجح الأحلام الذين بمثل زيارتهم هذه لبلدنا هذا , تتعارف الأرحام التي كادت وساوس الأنانية , ودسائس الاستعمار , أن تجعلها تتناكر , لولا لطفٌ من ربك , ولولا هذا الميسم الخالد , ميسم العروبة التالد الذي ظل ولسوف يظل يسخر من كل محاولة ترمي إلى التفريق بين أبناء اللغة الواحدة والوطن الواحد .
فبلادكم بلدي وبعض مصابكم
همي , وبعض همومكم آلامي !
وكما على وادي الحوارث دمعكم
يهمي دما . فهنا الدموع هـــوامي
لا يكرم المرء في داره . وإنكم لفي الصميم من دار أبائكم و مهيع أجدادكم . لا يكرم المرء في داره , ولا يرحب برب البيت في بيته ,ولهذا فانه يثقل على هذا اللسان , أي نعم يثقل أن نقول لكم : نزلتم أهلا ووطئتم سهلا ذلك لان الواحد والواحد اثنين ( كذا ) ولان الاثنين والاثنين أربعة ولان بلادكم بلادي ووطنكم وطني وداركم داري أما أن السياسة أرادت أن تجعل منكم شيئا غيري ومني شيئا غيركم فمشيئة عدا عن أنها ما انزل الله بها من سلطان فإنها كانت وما تزال ولسوف تظل مما ليس بوسعي أن أقيم له وزنا , يا جيران وادي الحوارث :
فدياركم داري .وبعض تلادكم
هو طارفي ومناكم أحلامي
وكما لكم هدف فان لمثـــــله
سعيي وغاية صبوتي وهيامي
جيران وادي الحوارث :
بلاد العرب أوطاني ........ من الشام لبغدان !! ومن نجد إلى يمن ....... إلى مصر فتطوان
أنشودة يترنمها كل ناشئ في كل مؤسسة تحس وتشعر في هذه البلاد المنكودة الحظ : الشام . و بغدان , ومصر و تطوان و لربما في نجد واليمن . أنشودة يترنمها الكثيرون . وقد يكون في ترنمها بهذه الكثرة في البلاد التي ذكرت , ومن أفواه ناشئة لم تدنسها بعد مطامع الحياة , ولم تعكر صفو ألفاظها أكدار الأنانية ,
قد يكون في أنها كذلك ما يترك مجالا لانطباق سنة العرض والطلب الاقتصادية عليها , وما يجعلها في آذان الكثيرين لكثرة ما سمعوها من أفواه كثيرة , أنشودة ليست في الرعيل الأول من أناشيد العروبة والدعوة إلى الوحدة العربية , من حيث التأثير المادي ومن حيث القيمة المادية , وأنا من اجل أنها كذلك , من اجل أنها ترنيمة ليست في الآذان حتى يومنا هذا . قيمتها التي ينبغي أن تكون لمثلها جئتكم في هذا المساء لاقف فيكم خطيبا لا بقصد الترحيب بكم , فقد سبق لي أن قلت لكم , إن المرء لا يكرم في داره , بل لأكفر عن خطيئة فمي الذي نادى أحيانا , و لربما انه ما يزال يعن له أن ينادي أحيانا أخرى بالسياسة الشبه إقليمية ولأكفر عن خطيئة هذا الفم بكفارة ترنيمها معكم تحت هذا السقف . وفي ظلال هذا المعهد .
بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان
جيران وادي الحوارث . او كشافة طولكرم على لغة العصر , او السابقين الأولين لرفع الكوارث عن أصحاب وادي الحوارث , لي إليكم رجاء , رجاء قد لا يسيغه قانون الموظفين , الذين أنا بكل أسف احدهم , ولكن تستسيغه قوانين الدم الذي لا يستطيع أن يحول ماء ً في عروق صاحبه , تسيغه تذكارات التاريخ الذي لا تقوى الأيام على تحويله إلى قصة تقرأ فحسب , أما هذا الرجاء فهو :
بعد أن تعوجوا بأضرحة وقاص بن سعد . وشرحبيل بن حسنة , و أبي عبيدة الجراح , وثابت بن زيد , وعبد الله بن رواحة , ومعاذ بن جبل . والآخرين الراقدين على شفا اليرموك بجوار قرية ( حرثا ) من شهداء واقعة اليرموك بعد أن تعوجوا بأضرحتهم وتستوحوا من قبورهم معاني الميتات المجيدة و تستكنهوا سر ّ إيثارهم نعمة الاستشهاد في هذه الربوع العربية السورية . ربوع شرق الأردن دون سواها , بعد ذلك كله أن تقفوا وانتم متزملون بما توحيه مثل هذه الوقفة على مثل تلك الأضرحة من إحساسات ومن مشاعر , أن تقفوا في أكناف رغدان . وفي ظلال (( أم العمد )) وعند مشارف زيزاء , لتتحدثوا للناس الذين هناك عن لوعة تقويض المضارب التي لا يعرف اتقاد نيران ا لقرى , إلى غيرها سبيلا
لتتحدثوا عن آلام تقويض مثل هذه المضارب في مثل وادي الحوارث , ولتتحدثوا لسكان زيزاء , ممن تحدثهم أنفسهم بأشياء عن حشرجة الحسرات في صدور عجائز وادي الحوارث وشيوخه الذين ما كانت لتوحشهم مغادرة التربة الخصيبة . ,و الربى الطيبة والمصطاف الجميل و المرتع العذب , بقدر ما كانت توحشهم و تجيشهم تصورات استحالة تمكنهم من البكاء . بعد يومهم ذاك , يوم الجلاء في أضاحي الأعياد و عشيات الجمعات على قبور ذويهم الراقدين في ظلال ذاك الواد
رجائي إليكم , يا جيران وادي الحوارث !! ويا أساة جراحة السابقين , أن تتحدثوا لمن ذكرت لكم , بمثل ما قلت لكم في رحلتكم هذه فقد يكون في حديثكم ذاك تذكرة لمن يخشى . وفي الذكرى عظة للمتقين .
(( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ٍوأهلها مصلحون ))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر
موقع عرب الحوارث
www.hawarith.com
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|