| المحتوى |
زينة برجاوي: يطلب رجل مسن من أحد الشبان مساعدته للوصول إلى قاعة "المركز العربي الفلسطيني" في مخيم برج البراجنة. تظهر الحماسة على وجه الرجل المتكئ على عكازه، لشوقه إلى قريته الفلسطينية التي هجرها طفلاً صغيراً في العام 1948.
في داخل القاعة، ينتظر "الكويكاتيون"، كما يسمي سكان قرية كويكات أنفسهم، موعد الرحلة التي ستأخذهم إلى قريتهم الفلسطينية الواقعة في قضاء عكا. فالشاشة الكبيرة التي نصبت داخل القاعة لعرض أفلام عن القرية المحتلة هي وسيلتهم الوحيدة للتعرف على معالم قرية هجرها مسنوها وهم أطفال، ولا يعرف عنها شبابها الناظرون إلى شاشة العرض سوى اسمها.
حكاية "كويكات"، هي أولى الحكايات التي افتتحت عبرها "منظمة ثابت لحق العودة" أمس الأول مشروع "حكاية قرية من فلسطين"، الذي يهدف إلى حماية الذاكرة الشفوية الفلسطينية، وتمسك اللاجئين الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي طردوا منها. وفي كل أسبوع سيكون أهل المخيم على موعد مع حكاية قرية أخرى، فيتجمّع أهالي القرية ليسمعوا ويقصّوا حكايات عنها.
بعد التعريف وإلقاء الكلمات، يحلّ السكوت على القاعة. يتولى أربعة مسنين سرد قصصهم للحضور المصغي إلى كل كلمة تتحدث عن "كويكات" قبل النكبة وبعدها.
وهنا تبدأ الرواية: "في حزيران العام 1948، وفي الليلة الحادية عشرة منه سقطت كويكات بيد الاحتلال". يتفق "الحكواتيون" على أن كويكات تشتهر بالفلاحة فتكلموا عن أرضها ومزروعاتها... وكان عدد سكان كويكات 1200 نسمة قبل الاحتلال. هذا ما رواه المسنّ عبد المحيد علي.
وكان المدير العام لـ"ثابت" علي هويدي قد ألقى كلمة اللقاء أشار فيها إلى أن "مشروع حكاية من فلسطين سيشمل المخيمات الفلسطينية كافة في لبنان". ولفت إلى أن 7% فقط من سكان المخيمات "ولدوا في فلسطين ويحملون الذاكرة التي تنتقل إلى الأجيال". وأضاف: "نتطلع إلى حق العودة إلى فلسطين، ونوجه رسالة إلى الحكومة اللبنانية بإعطاء الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية".
وردّ هويدي على "ما يعتبره بعض السياسيين من أن منح الفلسطيني حقوقه سيساهم في التوطين ونسيان حق العودة"، من خلال الإشارة إلى دراسة أجرتها "ثابت" وتظهر أن "هناك 87% يرفضون المعادلة هذه و80% يتطلعون إلى العودة". واعتبر هويدي أن "توفير الحقوق يمثل حماية الفلسطيني واللبناني، خصوصا أن اللاجئ يعاني بنسبة 60% البطالة، و12% الفقر، و18% التسرب المدرسي، مع ملاحظة نسبة 14% زيادة في عدد السكان داخل المخيمات".
كما تحدث عبد المجيد علي باسم أهالي كويكات فأكد على أنه "إذا متنا فلن يموت معنا الأمل من العودة إلى فلسطين لأن أولادنا وأحفادنا سيجاهدون من أجل تحريرها".
وتخلل اللقاء تكريم عدد من أهالي القرية، توقيع "عهد التمسك بحق العودة"، معرض مصور لقرية "كويكات" قبل النكبة وبعدها، معرض تراثيات وأوراق ثبوتية من القرية، عرض فيلم وثائقي عنها، تقديم نسخ من إصدار "حن الوطن" والخريطة الفلسطينية للحضور، إضافة إلى عرض فقرات فنية لأهالي القرية ترافقهم الدبكة الفلسطينية.
السفير، بيروت، 2/7/2010
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|