لا يدع الاحتلال النويعمة؛ القرية الصغيرة بالعدد، الكبيرة بتحديها وصمودها أمام ممارسات الاحتلال والمستوطنين؛ في حالها؛ رغم فقرها الشديد وبيوت الصفيح التي تميز غالبية منازلها المتواضعة، فراح الاحتلال والمستوطنون يضيقون عليهم مناحي حياتهم اليومية كافة، على بساطتها وفقرها.
وتقع قرية النويعمة إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا، على الطريق بين العوجا وأريحا، وهي قرية زراعية صغيرة نسبيا، وتشتهر بزراعة الموز، وتقع على أرض مرتفعة في منطقة الغور، وقد بلغ عدد سكانها بموجب إحصاء عام 2004 حوالي 1144 نسمة.
عند الوصول لمشارف القرية تجد منظر حقول الموز الجميلة؛ حيث يقول المزارع سليمان الرشايدة "أبو فيصل"، إن زراعة الموز مناسبة لمزارعي القرية لارتفاع الحرارة في الأغوار؛ مع أنه وصل ثمن الكيلو غرام الواحد في الأسواق هذه الأيام حتى شيكلين، إلا أن سعره وصل سابقا؛ حتى سبعة شواقل، وزراعة الموز تشكل صمودا للقرية، وتعزز من ثبات المزارعين الذين يشكون من قلة الدعم لهم.
ويشكو المزارع "أبو فيصل" كغيره من المزارعين من اعتداءات المستوطنين؛ حيث يقول: "كان لي 300 رأس من الغنم والماشية، الآن لي قرابة مائة رأس من الماشية فقط". وعن سبب ذلك يقول: "المحميات الطبيعية قرب المعسكرات أو المستوطنات تصادر الماشية، والمحميات التابعة للاحتلال تمنع الرعي بالقرب منها أو داخلها".
وبحسب" أبو فيصل" فإن ممارسات الاحتلال تهدف إلى تهجير سكان الأرض الأصليين، بادعاء أن الأراضي لهم وملك لهم، والمستوطنات الزراعية تملأ منطقة الأغوار.
وتشير لجان مقاومة الجدار والاستيطان في منطقة الأغوار إلى أن الاحتلال يعد وجود البدو في منطقة الخان الأحمر؛ يعيق التمدد الاستيطاني باتجاه منطقة البحر الميت، التي أيضا يعدها الاحتلال عمقا استراتيجيا.
ويشكو المزارع أحمد رشايدة من كثرة الإخطارات، ويقول: "نحن نعيش واقع الخوف من أسنان جرافات الاحتلال التي تهدم البركسات والمساكن، في كل وقت، ولا نعرف متى يتم الهدم؛ بحجة أنها بنيت من دون ترخيص، وحتى الخيمة يريدون لنصبها ترخيصا، وإن أراد شخص ترخيصها يتعبونه في الأوراق والتراخيص دون جدوى إلا في حالات نادرة وقليلة لا تكفي النمو الطبيعي لسكان القرية".
ويشكو راعي الأغنام ناصر الرشايدة من قلة المراعي حيث يقول: "الرعي يواجه انحسارا خطيرا، وهو من أبرز التحديات التي تواجه سكان المنطقة، الذين غالبيتهم من رعاة الأغنام، إلى جانب زراعة الموز، فإغلاق الاحتلال للمراعي مستمر بحجة محمية طبيعية أو معسكر للجيش أو معسكر مفترض للتدريب، وكل ذلك للتضييق على مربي المواشي، وتحويل جزء من المنطقة لمحميات طبيعية ومعسكرات لجيش الاحتلال، إلى جانب الاستيطان ومصادرة الأراضي الزراعية القليلة في المنطقة، حيث يمنعون عنا المياه، ومن ثم يحولونها إلى معسكراتهم أو مستوطناتهم الزراعية".
معاناة أخرى وتحديات كثيرة يعاني منها أهالي المنطقة، وهي التعليم، فمدرسة القرية مهددة بالهدم، والتلاميذ يضطرون للسير مسافات طويلة للوصول إلى مدرستهم التي يضطر أكثرهم لتركها؛ لرعي الأغنام أو العمل في مزارع الموز للتغلب على حياة الفقر المدقع في القرية؛ حيث لا توجد فرص عمل أخرى.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام