جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(قائمقام قضاء بئر السبع في بداية القرن الحالي، وأحد أعيان القدس الأثرياء الذين بنوا بيوتاً فخمة خارج السور في حي الشيخ جراح، بالقرب من منزل الحاج رشيد النشاشيبي.)
عائلة جار الله من الأُسر المقدسية العريقة. نزل جدها شمس الدين أبو اللطف محمد بن علي الحصكفي بيت المقدس سنة 819ه/1416م (الأنس الجليل). وعُرفت العائلة في بادئ أمرها بالحصكفي، نسبة إلى موطنها، ثم أبو اللطف، وأخيراً جار الله، لسكنها بالقرب من الحرم الشريف. وقد ظهر من أفراد العائلة خلال العهد العثماني علماء بارزون تولوا الإفتاء والقضاء والتدريس في المدينة وخارجها. لكن آل الحسيني وغيرهم تقدموا عليهم في أواخر العهد العثماني. وفي سنة 1900 أنشأت الدولة العثمانية قضاء إداراياً مستقلاً عن غزة في بئر السبع، وتولى محمد أفندي إدارة القضاء بعد اثنين من الأتراك سبقاه في هذا المنصب. وقد أجريت في عهده إصلاحات كثيرة، منها تأليف مجلسين، واحد للإدارة وآخر للأمور البلدية. كما قدمت الدولة لكل عائلة بدوية أرادت التوطن في بئر السبع دونماً من الأرض لتبني عليها داراً للسكن. هذا بالإضافة إلى إقامة دار للحكومة وقشلاقاً للجنود. ورُسمت أيضاً خريطة للمدينة الجديدة على الطراز الحديث. وقام بهذا العمل المهندسان سعيد النشاشيبي ومساعده راغب النشاشيبي. وقد تولى الإدارة بعد محمد أفندي السيد توفيق الغصين وكيلاً، وكان محمد أفندي من أثرياء القدس، فأقام لعائلته بيتاً فخماً سنة 1890، في جوار دار الحاج رشيد النشاشيبي (بالقرب من فندق إمباسدور اليوم). ثم انضم إليه بعض أفراد العائلة، وعلى رأسهم أخوه محمود ثم أولاده: علي وحسام وجمال. ولعائلة جار الله أملاك وعقارات كثيرة في البلدة القديمة وفي قرى يالو، وزكريا، والأدهمية، وغيرها. كما اشتهرت هذه العائلة قروناً عدة بالعلم، فكان منها المفتون والقضاة. وفي القرن التاسع عشر تأخرت حال هذه العائلة وتقدمتها عائلات أخرى من بيت المقدس مثل عائلتي الحسيني والخالدي.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع