تاريخ القرية :
ومن الشواهد على قِدم القرية بقايا فسيفساء، وقبور منحوتة في الصخر، وآثار معمارية أُخرى. في سنة 1930 اكتُشفت عند مدخل وادي المغارة، الواقع على بعد أقل من 2كلم شمالي القرية، كهوف تحتوي على دلائل تشير إلى أنها كانت آهلة في عصور ما قبل التاريخ.
و هي مبنية على المنحدرات الغربية من الجزء الجنوبي لجبل الكرمل، وبنى سكانها المسلمون منازلهم بالحجارة،في سنة 1596.
كانت جبع قرية في ناحية شفا (لواء اللجون) (الأراضي المحيطة بوادي اللجون بين مرج ابن عامر وجبل الكرمل، بدأ تاريخ اللجون عام 130م على شكل معسكر للجيش أقيم بأمر من الإمبراطور الروماني هدريان للفيلق السادس من جيشه، فعرف الموقع باسم (Legio) وهو مشتق من الكلمة اللاتينية (Legion) أي الفيلق. وفي القرن الثالث م أصبحت اللجون مدينة عامرة استرجعها المسلمون في القرن السابع م، فسكنها فخذ من قبيلة جـذام. في مطلع القرن الخامس عشر م وصف القلقشندي اللجون في كتابه "صبح الأعشى" (مجلد 4، ص 154) على أنها "قرية قديمة في جهةالغرب عن بيسان على نصف مرحلة منها، وباللجون قام الخليل عليه السلام، وبها ينزل الملوك على مصطبة هناك معدة لذلك، ومن عملها قدس وحيفا " انتهى", كانت السلطة العثمانية تعين المخاتير من الحمائل والعشائر التي تعيش وتسكن في ولايات الامبراطورية المترامية الاطراف , وكان لواء اللجون يمتد من حيفا حتى جنين ويذكر أن أرض لواء اللجون من أغنى الألوية علماً ان اللجون اليوم :اسم قرية من قرى الضفة الغربية تتبع محافظة جنين.
اسم القرية و معناه :
اسم القرية بمعنى الجبل أو التلة...(جبعا) بكسر الجيم في الآرامية، تعني الجبل. وجباعا، في السريانية تفيد معنى (السهل المرتفع).و يعتقد انها قرية (جاباتا ) التي عرفت بهذا الاسم في العهد الروماني و الله أعلم .
موقع القرية :
تقع على بعد 21 كيلاً جنوبي حيفا، وتبعد عن الطريق المعبدة الساحلية قرابة نصف كيلومتر نحو الشرق ، وترتفع 55 متراًعن سطح البحر ويمر بشمالها وادي المغارة.أقرب قريتين لها: الصرفند، وإجزم
احصاءات القرية :
وكان عدد سكان قرية جبع تسع وتسعين نسمة عام 1596, وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. أنشأوا فيها مدرسة ابتدائية للبنين منذ العهد العثماني سنة 1303هـ 1885 م. كان اقتصاد القرية يعتمد اعتماداً أساسياً على تربية المواشي وعلى الزراعة، وكان القمح والخضروات أهم المحاصيل. وكان سكانها ينتجون الزيتون أيضاً..وزرع الزيتون في (710) دونم سنة 1943م أي 3،5% من مساحته في قضاء حيفا ، ويستخرجون الزيت منه بواسطة معصرة يدوية .
كان في جبع523 نسمة من العرب عام 1922، وارتفع إلى 1,140 نسمة عام 1945.
و كان عدد المنازل عام (1931): 158 منزلا .
احتلال القرية :
طرد سكانها منها سنة 1948م بعد تعريضها لقصف من الطائرات. سقطت قرى اجزم و عين غزال و جبع جرّاء واحدة من أعنف العمليات الإسرائيلية التي نُفّذت خلال الهدنة الثانية 1948 حيث دكت مواقع المدافعين عنها دكاً بواسطة قصف جوي إسرائيلي مركز، ولم يكن للمدافعين أية وسائل للدفاع الجوي، في حين لم تفلح بعض الطلعات للطائرات العراقية بتخفيف وطأة الهجوم الذي انتهى باحتلال القرى وتهجير معظم سكانها الذين لجأ معظمهم إلى العراق.
وكانت هذه القرى في النصف الثاني من تموز/يوليو 1948 جزءاً من أكبر الجيوب غير المحتلة، الواقعة ضمن الأراضي التي يسيطر الإسرائيليون عليها. واستناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال))، فإن قوة خاصة، قوامها أربع فصائل اختيرت من ألوية غولاني وكرملي وألكسندروني، شُكلت في 24 تموز/يوليو لمهاجمة القرية.
المصدر: فادي الحامدي
faady_hamidi@yahoo.com