القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تقع في بقعة مسطحة من السهل الساحلي الجنوبي, والأرجح أنها سميت باسم قبيلة الحت العربية التي تعود أصولها إلى نجد (في وسط الجزيرة العربية), والتي أقامت مضاربها قرب الموقع في نهاية القرن الخامس للميلاد, ويشير إليها الجغرافي العربي ياقوت الحموي(توفي سنة 1229) باسم حتاوة ويقول إنها مسقط رأس العلامة المسلم عمرو الحتاوي.
في سنة 1838 مر عالم التوارة إدوارد روبنسون بالقرية وقال إنها كانت مبنية بالطوب, وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر, كانت حتا قرية تحف بها الجنائن التي كان في بعضها أشجار الطمراق. وخلال فترة الانتداب بنى البريطانيون قاعدة عسكرية بين حتا والفالوجة وتبعد كيلومترين إلى الجنوب منها.
كانت القرية تنتشر على شكل متشابك مستطيل إجمالا ومنازلها مبنية بالطوب وكان سكانها من المسلمين ولهم فيها مسجد. وكان في حتا أيضا مدرسة ابتدائية فتحت أبوابها في سنة 1923, وكان يؤمها 73 تلميذا في أواسط الأربعينات. كانت حتا تقع ضمن الفالوجة الإداري وتعتمد عليها في تلبية حاجاتها للخدمة الصحية والإدارية والتجارية (أنظر الفالوجة, قضاء غزة) وكان النشاط الاقتصادي الأساسي للسكان هو الزراع البعلية وكانوا يزرعون الحبوب والفاكهة والخضروات. في 19442945 , كان ما مجموعه 5108 من الدونمات مخصصا للحبوب, و4 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وبالإضافة إلى الزراعة كان بعض السكان يربي المواشي. وكانت حتا مبنية في موقع أثري. كما كان ثمة موقعان أثريان, تل وخربة يقعان إلى جهتي الغرب والشمال منها. وكانت هذه المواقع تحتوي- فيما تحتوي على أسس أبنية, وعمود مضلع الشكل, وتاج عمود قطع من الفخار.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
احتلت حتا في أثناء عمليات لواء غفعاتي على الجبهة الجنوبية, خلال الأيام العشرة بين الهدنتين (8-18 تموز يوليو 1948 ). ويؤرخ المؤرخ الإسرائيلي بني موريس سقوطها في تاريخ مبكرا قليلا أي في 14 -15 تموز يوليو. فقد شن الهجوم الكبير الثاني على هذه الجبهة في 17 -18 تموز يوليو, قبل أن تدخل الهدنة الثانية حيز التنفيذ مباشرة. وقد أخفق هذا الهجوم في تحقيق أي تقدم نحو النقب, غير أنه نحج في انتزاع بعض المواقع من الجيش المصري, ومنها حتا. وجاء في رواية (تاريخ حرب الاستقلال) مايلي: (اقتحمت حتا سرية من الكتيبة 3 غفعاتي بعد إطلاق نار مركز ولفترة وجيزة وفر المصريون منها.) وقد دعت أوامر العمليات إلى طرد المدنيين بحجة (منع تسلل العدو). وكانت حصيلة العمليات على الجبهة الجنوبية توسيع رقعة السيطرة الإسرائيلية إلى الجنوب والشرق, وطرد نحو 20000 شخص من ست عشرة قرية على الأقل. وتجددت العمليات العسكرية حول حتا عند بد… اقراء المزيد
القرية اليوم
تغطي غابة غرسها جزءا صغيرا من الموقع وينتشر ركام المنازل بين الأشجار. كما تنمو أشجار الجميز ونبات الصبار في الموقع. أما الأراضي المجاورة فمزروعة. ولا يزال المطار الحربي الذي بناه البريطانيون قيد الاستعمال.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في آب أغسطس 1948, كان من المفروض أن تقام مستعمرة باسم رحافا في موقع القرية, غير أن الخطة لم تنفذ على ما يبدو في السنة اللاحقة على الأقل. وقد أقيمت مستعمرة زفديئيل (127118) في سنة 1950 على أراضي القرية, كما أسست مستعمرة ألوما (126117) فمع أنها أسست في سنة 1953 غربي الموقع, على أراضي كرتيا.
المصدر:(إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)