جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة ، بأن "إسرائيل" ومنذ احتلالها لفلسطين، لا سيما بعد العام 1967 لم تستثنِ الجرحى والمرضى والمصابين والمعاقين من اعتقالاتها وإجراءاتها التعسفية، وزجت بالآلاف منهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة. وأردف: وكثيراً ما اقتحمت المشافي والمراكز الصحية وأوقفت سيارات الإسعاف، واختطفت من داخلها الجرحى والمصابين، وفي أحياناً أخرى اعتقلت الجرحى والمصابين على الحواجز والمعابر أثناء توجههم لتلقي العلاج في المشافي الإسرائيلية أو العربية، دون أن تتيح لهم فرصة استكمال علاجهم ودون أن تقدم لهم العلاج اللازم بعد اختطافهم واعتقالهم، بل على العكس مارست بحقهم صنوف مختلفة من التعذيب والإهانة وانتزعت منهم الاعترافات والأقوال بالقوة واعتمدتها المحاكم العسكرية كمستندات إدانة، ومن ثم أصدرت بحقهم أحكاماً مختلفة وصلت إلى السجن المؤبد. وأشار فروانة إلى أنها حاولت مرارا ابتزازهم ومساومتهم بتقديم الاعترافات مقابل علاجهم، ومارست الضغط والتعذيب معهم منذ اعتقالهم مما أدى إلى استشهاد بعضهم جراء ذلك والتحاقهم بقافلة شهداء الحركة الأسيرة، أو مضاعفة آلامهم والتسبب بإعاقات مستديمة لديهم. وأوضح فروانة بأن سلطات الاحتلال ( لا ) تزال تعتقل في سجونها ومعتقلاتها أكثر من أربعين أسيراً فلسطينياً معاقاً سواء بإعاقات جسدية أو نفسية، والبعض منهم يتحركون بواسطة كراسي متحركة وترفض الاستجابة لنداءات المؤسسات الحقوقية والصحية بضرورة تقديم العلاج اللازم لهم كمقدمة لإطلاق سراحهم وإنقاذ حياتهم، بالإضافة إلى مئات المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة سببت لهم إعاقة في القدرة على الحركة و يتحركون بصعوبة بالغة. جاءت تصريحات فروانة هذه بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين والذي يصادف يوم السبت الثالث من كانون أول / ديسمبر والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقا للقرار 37/52 المؤرخ 3 كانون الأول/ديسمبر 1982، ويحتفل العالم في هذا اليوم من كل عام ليضع حضور هذه الفئة الهامة على جدول أعمال المجتمع الدولي وينظر في أوضاعها ومتطلباتها. وبيّن فروانة إلى أن الإعاقة كما عرفتها المواثيق الرسمية تعني قصوراً أو عيباً وظيفياً يصيب عضواً أو وظيفة من وظائف الإنسان العضوية أو النفسية بحيث يؤدي إلى خلل أو تبدل في عملية تكيف هذه الوظيفة مع الوسط، ووفقا لهذا التعريف فان أكثر من ( 40 ) أسيراً معاقاً يقبعون في سجون الاحتلال، بتنوع واختلاف إعاقتهم وغالبيتهم يعانون من إعاقات جسدية وبينهم مقعدين ويتحركون على كراسي متحركة، أو يعانون من بتر في الأطراف، ومنهم من يعانون من إعاقات حسية ( وهم المعاقون سمعياً والمعاقون بصرياً )، فيما عدد أقل يعانون من إعاقات ذهنية ونفسية. وعن أسباب الإعاقة يؤكد فروانة بأن بعض الأسرى المعاقين اعتقلوا وهم يعانون من إعاقة جسدية أو نفسية أو حتى شلل ربعي أو نصفي، وبعضهم اعتقل أثناء توجهه للعلاج، فيما البعض الآخر أصيبوا بإصابات بالغة أثناء تنفيذهم لعمليات مقاومة للاحتلال، واعتقلوا بعدها مباشرة ولم تقدم لهم الإسعافات الأولية أو أي شكل من أشكال العلاج، بل والأسوأ تركوا ينزفون واستخدمت أماكن الإصابة للضغط والابتزاز، لتتفاقم إصابتهم وتبتر بعض أطرافهم نتيجة لذلك ومن ثم انضموا لجيش الأسرى المعاقين الذين لا يزالون في سجون الاحتلال، فيما ظروف السجن وقساوة التعذيب والعزل الإنفرادي سببت إعاقات جسدية ونفسية للعديد من الأسرى. وأشار إلى أن معاناة هؤلاء الأسرى هي مضاعفة بمرات عدة عن الأسرى الآخرين وحتى عن الأسرى المرضى، لأنهم يمزجون ما بين معاناة الأسر والقيد وقسوة السجان ومعاناة المرض ومعاناة إضافية نتيجة إعاقتهم وعدم قدرتهم على الحركة، مؤكداً بأن إدارة السجون لا تكتفي بعدم توفير احتياجاتهم الأساسية كالأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية أو أجهزة خاصة بالمشي أو آلات الكتابة الخاصة بالمكفوفين وغيرها ...الخ، بل تضع العراقيل أمام محاولات إدخالها من قبل وزارة الأسرى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بقضاياهم ولعل في ذلك عقوبة جديدة ومضاعفة ضدهم و ضد أسرهم. وذكر بعض النماذج من الأسرى المعاقين على سبيل المثال لا الحصر: - الأسير ناهض الأقرع ( 42 ) عاماً بُتِر ساقه الأيمن ويعاني من تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر، ويرقد على كرسي متحرك، وكان قد اعتقل في تموز عام 2007 أثناء عودته عبر معبر الكرامة بعد رحلة علاج في الأردن وأُخضِع حينها لتعذيب قاس وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث مؤبدات. - الأسير فايز الخور المعتقل منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ويقبع في زنازين العزل الإنفرادي منذ قرابة عشرين عاماً ويعاني من مرض نفسي، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد . - الأسير أحمد عصفور ( 23 عاما ) من خانيونس جنوب قطاع غزة وهو يعاني من إعاقة جسدية تتمثل ببتر أصابع اليد اليمنى وتعطل الحركة في اليد اليسرى بالكامل وفقد جزء من الأمعاء واصابة بالعين اليمنى ويعاني من مرض السكري حيث سبق وان أجريت له عملية استئصال للبنكرياس في جمهورية مصر العربية ويتحرك بصعوبة، وكان قد اعتقل في نوفمبر عام 2009 على معبر ايرز وهو في طريقه للعلاج في مستشفى ( سانت جوزيف ) بالقدس وحُكم عليه بالسجن مدة ( 30 ) شهراً .. - الأسير المقعد أشرف أبو ذريع 23 عاما سكان بيت عوا قضاء الخليل والمعتقل منذ مايو 2006 ومحكوم 6 سنوات، ويعاني من اعاقة جسدية أفقدته القدرة على الحركة. - الأسير المقعد منصور موقدة ( 43 عاما ) من سكان الزاوية قضاء سلفيت، ومعتقل منذ يوليو / تموز 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد، ويقبع منذ عشر سنوات في مستشفى سجن الرملة الاسرائيلي، وخلال اعتقاله اشتبك مع الجيش مما أدى الى إصابته بثلاث رصاصات في بطنه وفي ظهره وحوضه، وفور الإصابة انفجر بطنه وخرجت كل أعضاءه إلى الخارج، وبعد الإصابة وضع الأسير موقدة في مستشفى بلنسون الإسرائيلي لمدة 30 يوما في غرفة الانعاش، وأدت هذه الإصابات إلى شلل نصفي في الجزء السفلي من جسمه. وناشد فروانة كافة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وبالصحة وبالمعاقين إلى التحرك الجاد والفاعل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى عموماً والأسرى المعاقين خصوصا لوضع حد لمعاناتهم المتفاقمة ، وتمكينهم من العلاج . فيما دعا الجهات الفلسطينية والعربية ذات العلاقة المباشرة بصفقة " شاليط " إلى التحرك الجاد والضغط باتجاه ضمان شمول كافة المرضى لا سيما المعاقين منهم وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المرحلة الثانية من الصفقة والتي من المفترض أن تنفذ خلال الأسبوعين القادمين ، ويجب الضغط على " إسرائيل " لإلزامها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إطار الصفقة وهو إدراج المرضى ضمن الدفعة الثانية .
المصدر: وكالة معا