ترك مشهد بيت صالحية المدمّر في حي الشيخ جراح في القدس حزناً وألماً في نفوس كل من رآه في الإعلام، فكيف بمن بناه لبنة لبنة وعاش فيه لسنوات مع أهله وأبنائه ثم وجده بين ليلة وضحاها أثراً بعد عين!!
عائلة صالحية هي فرع من عائلة القاموق التي عاشت في بلدة عين كارم قبل أن تفرّقها جرائم العصابات الصهيونية عام 1948 فتشتت ابناء العائلة في أكثر من منطقة داخل فلسطين، واستقر بعضهم لاحقاً في منطقة رام الله وآخرون في حي الشيخ جراح في القدس عام 1956بعد اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وقد خاضت عائلة صالحية صراعاً مريراً مع الاحتلال منذ أكثر من 20 عاماً لإثبات ملكيتها للأرض دون نتيجة، فأقدمت بلدية الاحتلال نهاية عام 2021 على تقديم إخطار لعائلة صالحية بإخلاء منزليها وقطعة الأرض المقامين عليها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بحجة المنفعة العامة وإقامة مدارس عليها.
لم تستسلم العائلة التي سبق لها أن ذاقت مرارة التهجير، فاعتصمت في منزلها وأبت مغادرته، ولكن جرافات الاحتلال أطبقت على منزلهم فجر الأربعاء 19/1/2022 وسوّته بالأرض بعدما جرى إخراج السكان منه واعتقال بعض أبناء الأسرة.
هذا القهر الذي تمارسه سلطات الاحتلال وتشرعنه المحاكم الإسرائيلية عاماً بعد آخر، ليس هناك ما يقف بوجهه أو يضع له حدّاً سوى إصرار الأهالي على مواجهة أي نكبة جديدة، وما تقدمه يد المقاومة من دعم كما كان في معركة سيف القدس عام 2021.