(قائمقام نابلس وجنين سنة 1854، خلفاً لآل عبد الهادي، ثم رئيس مجلس بلدية نابلس في أواخر السيعينات.)
هو علي بك بن رضوان، شقيق موسى بك متسلم نابلس في الربع الأول من القرن التاسع عشر.
في سنة 1850 ألقت السلطات العثمانية القبض على عدد من أعيان نابلس ونواحيها ونفتهم إلى طرابزون. وكان ضمن تلك المجموعة التي أبعدت عن البلد سليمان بك طوقان، حاكم نابلس وجنين، بالإضافة إلى اثنين آخرين من أفراد عائلته. وعينت الدولة العثمانية محمود بك عبد الهادي في الحكم، فكانت تلك ضربة قوية لزعامة آل طوقان في المنطقة.
استمرت الصراعات بشأن السلطة في نابلس ونواحيها، ولم تفلح الدولة في إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا سيما أنها كانت مشغولة بحرب القرم.
وقد ازداد تدخل القناصل في تلك الفترة في شؤون الإدارة والحكم في المنطقة، وخصوصاً تدخل قناصل بريطانيا وفرنسا. وفي سنة 1854 قلبت الدولة العثمانية موقفها من العائلات المحلية فعزلت محمود بك عبد الهادي، وعينت علي بك طوقان خلفاً له في الحكم.
كان آل طوقان يُعتبرون عائلة محافظة مؤيدة للدولة العثمانية وبريطانيا، بينما كان آل عبد الهادي يُعتبرون من مؤيدي الإصلاح والحكم المصري وفرنسا. ولذا فقد يكون لإرجاع آل طوقان إلى الحكم سنة 1854 ارتباط بتقلبات السياسة في العاصمة العثمانية، ونشوب حرب القرم التي وقفت بريطانيا فيها إلى جانب السلطان بحزم.
لم تطل مدة علي بك في الحكم كثيراً، فبعد انتهاء حرب القرم قررت الدولة إنهاء الصراعات العشائرية الدموية في جبل نابلس وفرض حكمها المباشر على المنطقة. ومنذ بداية الستينات عين في حكم لواء نابلس حكام أجانب من الأتراك، وصارت نابلس متصرفية، فكان نهاية عهد الحكم الذاتي الذي كان أهالي جبل نابلس يتمتعون به، وابتدأ الحكم التركي المباشر.
اتجه أعيان نابلس بعد ذلك إلى تعليم أولادهم تعليماً حديثاً ليحصلوا على المناصب في المؤسسات الحديثة التي أنشئت في الولايات العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وخفّت منذ ذلك الحين حدة الصراعات الأهلية التي ميزت جبل نابلس مدة طويلة، لكنها لم تنته تماماً بل لبست ثوباً جديداً ملائماً للأوضاع السياسية والتغيرات الإجتماعية.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع